عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

كنت أنوى هذا اليوم الكتابة عن عيد الحب المصرى «٤ نوفمبر»، والذى أسسه عميد الصحافة المصرية الأستاذ مصطفى أمين رحمه الله منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، كنت سأكتب عن فكرة "عيد الحب المصرى " التى كانت نسخة ثانية لهذا العملاق بعد فكرة «عيد الأم» التى جمّعت الأسرة المصرية فى ٢١ مارس من كل عام ليحتفلوا بفضل الأم العظيمة ،حتى تحولت الى عيد قومى فى قلب كل مصرى ،كنت سأحتفل معكم بهذا اليوم الذى خلده الكاتب الكبير ، عندما شاهد بعد خروجه من السجن فى عام ١٩٧٤ جنازة لأحد المواطنين لايمشى خلفها سوى ثلاثة مواطنين، فكانت فكرته التى كتبها فى عمود فكرة، عن تأسيس عيد حب جديد لا يقارن بعيد الحب العالمى فى ١٤ فبراير من كل عام، عيداً يكون خالصاً  يحتفل به كل مصرى مع جاره ، مع زملاء الدراسة ، مع مدرس الفصل ، عيداً للحب يكون عنوانه «يوم جديد للأسرة المصرية».

نعم كنت سأحتفل معكم ، لإحياء هذا  الحب المفقود فى قلوبنا ، بعد ان أخذتنا مشاغل الحياة لنبتعد عن هذ الإحساس الذى كان ميثاقاً غير مكتوباً داخل قلب كل مصرى ، كان مكتوباً على طبق «الحلوى الدوار» الذى كان غنوة حب بين الجيران، عن منظومة العشق التى كانت بين المعلم وتلميذه ،عن علاقات زملاء العمل فى الفرح والحزن ، عن حب المصريين الذى لا يفرق بين مسلم وقبطي، فقد كان هدف فكرة هذا العظيم أن يبث فيه كل شخص مشاعره تجاه الآخرين، سواء كانوا أحبة، أصدقاء، أهل ،أو أبناء وطن واحد يجمعهم حب الانتماء لمصر.

فى الحقيقة كنت أخطط للاحتفال معكم بعيد الحب المصرى ، ولكنى أصطدمت بفاجعة استشهاد أبناء الوطن على يد الإرهاب الأسودعلى طريق دير المنيا، و التى آلمت كل بيت  مصري، فالشهداء مصريون ، لا فرق بينهما وبين من يدافع عن تراب الوطن فى سيناء ،لا فرق بينهم وبين من ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى هذا الوطن ،نعم  يحاولون مراراً وتكراراً بث الفتنة لتنفيذ مخططاتهم لإسقاط هذا الوطن ،ولكنهم تناسوا أن الشهيد أحمد المنسى والشهيد أبانوب جرجس كانا فى خندق واحد من أجل الدفاع عن وحدة وتراب هذا الوطن .

إن من أرادوا إحداث الفتنة من جديد لن يجدوا منفذاً أو طريقاً لإخضاع هذا الشعب الذى يقدم أبناءه وفلذة اكباده شهداء من اجل أن تبقى مصر، وسينال من أقدم على هذا الفعل الجبان جزاء ما فعل عاجلاً ،وليس أجلاً ،  وسيظل شعب مصر كتلة واحدة ، وكما قالها البابا تواضروس من قبل عندما حرقوا الكنائس لتنفيذ مخطط التدخل الأجنبى : «وطن بلا كنائس ،افضل من كنائس بلا وطن»  وستبقى ذكرى «المنسي» و"أبانوب" تحكى لهم قمة الاعجاز فى المواطنة ، والحفاظ على تراب الوطن ، وحتماً لن تقل عن فكرة عيد الحب، ولا حب المصريين لبعضهم ،ولوطنهم الغالى .