رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

نحن نعيش عصر التلوث البيئى والسمعى والبصرى وأعلى درجة من درجاته، ومع ذلك لا نأبه للخطر الداهم بنا لدرجة أننا أصبحنا  نتعايش معه  وكأنه جزء لا يتجزأ من حياتنا... الضوضاء والصخب لا تفارقنا ما بين كل لحظة وحين... فى الشوارع والمنازل والوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية.

فى الشوارع ظواهر خطيرة تستحق الدراسة والاهتمام الشديد من الدولة  لمحاربتها أو على الأقل التقليل منها انتشارها وتفشيها، فمثلاً ظاهرة الباعة الجائلين خاصة بائعى الروبابيكيا!! فلقد أصبح تعدادهم ما يقارب من أسطول حربى يعد بالآلاف مسلحين بالحمير والعربات الكارو ومكبرات الصوت -وهذا هو الأهم فى الموضوع- مكبرات الصوت المخيفة التى أصبحت جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه لأى بائع متجول ينادى على أية سلعة (العسل الأسود- البرتقال- البصل والثوم- الملابس- البطاطين....الخ) الميكروفونات بقوة 2000 ميجاوات خارقة لجدران المنازل بحيث تجبرك على أن تفيق من نومك أو القذف بكتاب تقرؤه أو كسر القلم الذى تكتب به رسالتك..!!

والغريبة أنه فى مكان ومساحة ومربع واحد يمكنك أن  تصرخ بأعلى صوتك كل خمس دقائق–  فخلال ساعة تمر عليك أكثر من 30 عربة كارو أو نصف نقل تنادى على الروبابيكيا أو السلعة، أما بائع الغاز فيستطيع أن يسبب لك الصمم فى جولة واحدة أو اثنتين على الأكثر- فهو يضرب بالمفتاح الانجليزى الذى بيده على الأنبوبة فى نغم متتالٍ لمدة دقيقتين بفاصل خمس ثوان، بذلك يكون قد أصم كل قريته وهكذا يستمر لنصف ساعة فى كل شارع..!! علاوة على ذلك صوت المكيفات داخل وخارج المنازل والهيئات والمؤسسات... وصوت مواتير السيارات نفيرها العالى فى الشوارع، أما الضجيج الذى لم تحسب له الدولة أية حساب، حيث آلاف الكاسيتات فى كل محل ومعرض سواء كان (سوبرماركت– ترزى– معرض سيارات– قهوة، خدمات محمول– كهربائى سيارات، دوكو– ميكانيكا........إلخ) كل هؤلاء ممكن أن يجتمعوا فى شارع أو شارعين متقاطعين أو متوازيين– فكم يكون مقياس الصوت إذا قيس بميجاوات فى هاذين الشارعين علاوة على الأصوات الصادرة من كل الأشياء المذكورة آنفاً؟

وأنا هنا لا أتحدث  أو أرصد شارعًا معيناً أو حياً من الأحياء أو مربعاً سكنياً معيناً، ولكن أتحدث عن ظاهرة تفشت فى كل المدن بلا استثناء عاصمة كانت أو مدينة أو قرية، فنحن نعيش عصر الضجيج وقلة السمع التى تزداد نسبتها بين المواطنين كل يوم عن اليوم الآخر والتى تؤدى بدورها إلى الصمم المبكر... هذا هو التلوث السمعى الذى يجب أن تضعه الدولة نصب عينها وتكرس له هيئة خاصة من العلماء المتخصصين لإيجاد حلول مباشرة وغير مباشرة بوضع خطط تنفذ على فترات زمنية للتخلص من هذه الظواهر أو الحد منها...!

و«للحديث بقية»

[email protected]