رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

من بيننا لم يصادف التأخر فى الزواج أو الإنجاب أو ضعف الرزق وضيق العيش وكرب الحال من بيننا لم تصادف وإن كرهت زوجها دون أسباب أو من فوجئ بأن زوجته تحولت فى عينه إلى كائن آخر غوريلا مثلاً.. إنها أحداث اجتماعية ويومية منذ القدم داخل مجتمعاتنا.. كل تلك المظاهر التى تحدث لنا غالباً ما نكتشف أن وراءها «عفركوش» أو أحد أبناء الجان.. القصص كثيرة لا تنتهى منهم من سمعنا أنه اختفى لسنوات وبعدها عاد ليحصل على شهادة الطب من مملكة الجان ويتحول إلى أشهر الأطباء وهذا من يدعى أنه متزوج من جنية تقوم بكل الواجبات الزوجية.. ولكن السؤال.. لماذا نحن فقط ما نصاب بهذا المس الجنى؟! ولماذا لا نسمع أن أبناء أوروبا مثلاً يصابون بتلك الظواهر؟!

أم أن الجن الشرق أوسطى فقط هو صاحب السلطة والإرادة على أبناء المنطقة.. أنا شخصياً أؤمن تماماً بوجود الجن ولكن وفقاً للضوابط الشرعية الإسلامية والتى علمتنا أن الجن لا غلبة له على المحصن بالإيمان والقرآن..

وظاهرة الجان والعلاج من مس الجان داخل منطقتنا لا استثناء فيها لأحد ففى الكنيسة القبطية شاهدت فيديوهات جلسات يقوم بها رجل الدين لإخراج الجان من أبناء الكنيسة بل وأيضاً من سيدة محجبة تظهر بمظهر الإسلام.. وعلى الجانب الآخر تظهر لنا الفضائيات المصرية الجان هذا الفيديو الشهير على منصات التواصل الاجتماعى الدكتور أحمد عبده عوض أستاذ بكلية التربية قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة طنطا، وصاحب قناة الفتح وللأسف قام بتحويل تلك القناة الفضائية إلى منبر لعلاج الجان وأنت كمشاهد عليك أن تجلس أمام شاشة الفتح لتشهد الشيخ عوض وهو فى لقاء على الهواء وقد أصبح ضيفه على التليفون أحد أبناء الجان يهزى فى صوت سيدة أو رجل.. شىء يشبه تماماً أفلام الرعب الأجنبى فى الثمانينات.. وتحولت القناة إلى ملتقى مرضى المس بالجان واتقاناً فى الصنعة يستطيع عوض علاج العشرات من الجان فى جلسة واحدة وعلى الهواء..

لم يكتف الجان بما فعل فى قناة الفتح فنجد قنوات فضائية أخرى تستضيف معالجين الجان وتحول السحر والشعوذة إلى سوق تتهافت عليه برامج الإعلام.. والعجيب أن تشاهد جلسات خروج الجان على الهواء وداخل الاستوديو.. شاهدت فى أحد البرامج ساحراً تائباً قال إن الجان حتى يخدم بنى الإنسان له شروط وأهمها أن يكفر مريد الخدمة ويقدم أدلة على الكفر.. ما يؤكد لنا أننا لسنا على الطريق السليم وأن تحول استوديوهات الإعلام إلى جلسات سحر وشعوذة دون أدنى رقيب خطأ فاحش وخطر عظيم على مجتمع يحاول التعافى من الجهل.. وأنت الآن مع الإعلام لن تستطيع مقاومة «عفركوش» ولو أن لم يصادفك أو ويمسك فسوف يدخل بيتك ويصلك دون عناء من الشاشة الحمقاء.