رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

طالعت صورة على الفيس بوك وجعت قلبى وشعرت بها.. وكأنها خنجر طعن صدرى.. لم أتمالك دموعى أمام قسوتها.. الصورة لطفلة صغيرة لا يتعدى عمرها العشرة أعوام.. فوجئت بمن يطرق عليهم الباب ويطلب منها أن تأتى لتتسلم نيابة عن أسرتها كرتونة رمضان والتى تقوم بتوزيعها بعض الجمعيات الخيرية.. وتحتوى على القليل من الأرز والسكر والزيت وربما كيلو من فول التدميس!

إلى هنا والأمر عادى ومألوف ولا شىء فيه على الإطلاق.. فالمئات من الجمعيات الخيرية تفعل ذلك.. سعياً لرضا الله سبحانه وتعالى. .وخدمة للغلابة والمساكين.. والذين ارتفع عددهم بشكل رهيب فى بلادنا.. ومع ذلك تحسبهم أغنياء من التعفف.. فلا يمدون أيديهم لأحد.. وﻻ يريقون ماء وجههم أبداً.. طلباً لحسنة تكسر نفسهم.. وتورثهم ذل السؤال!

إذاً كل ذلك شيء عادى وﻻ شىء فيه.. ولكن الغريب والشيء غير العادى بالمرة.. هو ما حدث بعد ذلك!

فبمجرد أن خرجت الصغيرة من باب الدار.. فوجئت باثنين من موظفى الجمعية.. يقفان على الباب لتسليمها الكرتونة الموعودة. .برضه ده شيء عادى جداً.. وبيحصل فى أحسن العائلات!!

ولكن الشيء غير العادى بالمرة.. أن الصغيرة بمجرد أن أمسكت بالكرتونة.. فوجئت المسكينة بانطلاق فلاشات الكاميرات.. التى تصورها وهى تتلقى المعونة!!

وهنا وقعت المسكينة فى حيرة ما بعدها حيرة.. هل ترفض المعونة وتحرم أسرتها الفقيرة من بعض الخيرات.. التى تسد جوعهم لأيام قليلة فى رمضان.. وتلعن سنسفيل هؤلاء المتنطعين الذين يحاولون فضحها والمتاجرة بفقرها وتصويرها بالصوت والصورة.. وهى تأخذ المعونة.. أم تستسلم المسكينة لفلاشات وأضواء الكاميرات.. وتقبل المعونة وتظهر فى هذه الصورة المزرية!!

وهنا وأمام ذل الحاجة.. أسرعت الصغيرة بمد إحدى يديها لالتقاط الكرتونة.. وقامت بإخفاء وجهها باليد الأخرى.. حرصاً على عدم انتهاك ستر الأسرة!!

صورة أبكتنى على حال هذه الطفلة المسكينة.. وغيرها الملايين فى بلادنا.. ممن فضلوا البحث عن بعض بقايا الطعام..فى مقالب الزبالة لسد جوعهم.. عن أن يمدوا أيديهم بالسؤال لأحد من البشر!!

يا ناس عيب عليكم تصوير الغلابة وجرح كرامتهم.. وكسر أنفسهم والمتاجرة بفقرهم.. فإذا كانت هذه الأمور تتم لمرضاة الله.. فلا تنتظروا شكراً من أحد.. والله سيجازيكم بها يوم القيامة.. أما إذا كان الهدف شغل إعلان وبروماجندا.. واستغلال حاجة الفقير.. للحصول على صورة تستدر عطف الناس.. لمنحكم مليارات التبرعات.. فابحثوا لكم عن شعب آخر.. فنحن شعب نجوع ولا نتسول.. هدانا وهداكم الله!

آه لو كان الفقر رجلاً لقتلته!