حكاية وطن
مصر فى حالة امتحان حالياً، الامتحان الأول يؤديه أبناؤنا فى الثانوية العامة الذين سيكون منهم قادة المستقبل، وامتحان يؤديه المحافظون والوزراء، بعد قبول استقالتهم وتكليفهم بتسيير الأعمال لحين صدور حركة المحافظين الجديدة، وتكليف الحكومة الجديدة، أوراق إجابات طلاب الثانوية العامة فى الكنترول، وانجازات الوزراء والمحافظين أمام الجهات الرقابية الناجح مستمر، والراسب يخرج من السباق، مصر تسابق الزمن نحو الاستقرار، هذه المرحلة فى حاجة إلى مسئولين بمواصفات خاصة لتعويض فارق السرعات بينهم وبين الرئيس السيسي، أداء الرئيس يسبق كل المسئولين، والرئيس يتحدث عن دولة مؤسسات، لا توجد قرارات فوقية يتم إملاؤها من القصر الرئاسى، الرئيس يريد أن يشتغل من خلال فريق عمل، قالها الرئيس خلال حفل إفطار الأسرة المصرية «المؤسسات لها كل الصلاحيات»، الرئيس حذف من قاموس مصر مقولة بناء على تعليمات الرئيس، انه يريد مسئولين أصحاب قرار، الأيادى المرتعشة لا تستطيع تحمل المسئولية، اجراءات الإصلاح فى التعليم والصحة والإصلاح الإدارى ليست إجراءات دولة كما قال الرئيس ولكنها إجراءات كل المصريين، آلاف المشروعات التى تم انجازها، والمشروعات التى سيعلن الرئيس عنها بعد عيد الفطر صناعة مصرية، وبأيدٍ مصرية.
حكومة إسماعيل أدت ما عليها خلال الفترة السابقة، اتخذت القرارات الصعبة، أبرزها تعويم الجنيه، وتحريك أسعار الوقود، وأقرت قوانين الاستثمار، والخدمة المدنية، والتأمين الصحى الشامل، ويعتبر المهندس شريف اسماعيل رجل المهام الصعبة خلال عامين وثمانية أشهر رئيساً للوزراء، حدث فى عهده تحديث بيانات منظومة بطاقات التموين التى يعتبر أهم مشروع لوصول الدعم إلى مستحقيه والذى سيتفيد منه أكثر من 70 مليون مواطن، تولى اسماعيل وزارة البترول فى 2013، ويرجع اليه الفضل فى اكتشاف حقل ظهر بالبحر المتوسط، هذا الرجل سيظل المصريون يذكرونه بالخير.
الأهم حالياً هو التأنى فى اختيار المحافظين والوزراء الجدد، نحن أمام عملية تسيير أعمال فى الدولة على كافة المستويات لن تصدر قرارات مؤثرة من الوزراء والمحافظين إلا بعد التشكيل الجديد وهناك مؤشرات قوية على اختيار الرئيس السيسى للدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان رئيساً للوزراء الجديد وهذا يتطلب تقديم مدبولى برنامج عمل مجلس النواب للموافقة عليه وهذا اختيار صائب نظراً للجهود الدؤوبة للدكتور مدبولى فى مجال الإسكان وقيامه بدور رئيس الوزراء بالإنابة فى غياب شريف اسماعيل للعلاج، كما يحظى مدبولى بحب وتقدير شديد من المجتمع المصرى لعشقه العمل وتمتعه بثقة الرئيس السيسى الذى أشاد به مرات عديدة.
ملفات المرشحين والخارجين أمام الجهات الرقابية، لا يستطيع أحد التكهن بالداخلين والخارجين، أعان الله الرئيس السيسى على هذه المهمة، وأعان المسئولين الذين يرشحهم لتولى المواقع الجديدة على تحمل أعباء المرحلة القادمة، وأعان المصريين على استمرار الحشد خلف الرئيس السيسى للعبور إلى ماهو أفضل، الرئيس طمأن المصريين بأنهم سيجدون ما يفرحهم فى الفترة القادمة، الشفافية والمصارحة والمصداقية سمات يعرفها الشعب عن السيسى وهذه أهم صفات الحكم، نرجو أن نشاهد محافظين ووزراء من نوعية المسئول السياسى الذى يجمع بين الرأى والخبرة الفنية ونرجو أن يكون للإصلاح السياسى أيضاً دور فى المرحلة القادمة.