رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى ذكرى مرور نحو 30 عاما على رحيله التى تحل هذا الشهر، اتذكر الراحل المرحوم العظيم مصطفى شردى الذى لم أر نبيلاً فى خصومته ولا فارساً فى معاركه السياسية والصحفية مثله.. خاض كل المعارك ضد النظام فى الثمانينيات.. خاضها ضد كل رموز الفساد والبطش.. تصدى لرأس النظام شخصياً.. عندما انهالت مقالات كتاب النظام وخدامه وحملة مباخره ضد فؤاد باشا سراج الدين زعيم حزب الوفد..

فكانت مقالته الشهيرة «العين بالعين والسن بالسن».. وكانت مقالة قوية مضمونها إذا كان مبارك رئيساً للحزب الوطنى، فإن سراج الدين رئيس لحزب الوفد أعرق الأحزاب وزعيم له.. وكانت رسالته قوية أغضبت نظام الحكم منه.. وقف ضد جلاد الثمانينيات الأول وصاحب نظرية الضرب فى سويداء القلب زكى بدر وزير الداخلية الذى أيقظ فتنة وئدت من قبل فى أعقاب 1981.. ما بين الشرطة والجماعات.. فكان انتقام زكى بدر من الراحل مصطفى شردى عقاباً لشردى على تصديه للتعذيب فى السجون وأقسام الشرطة وانتهاك حقوق الانسان والحريات.. تعرض شردى لفرض الرقابة على تحركاته والتربص بابنه إبراهيم الذى قبض عليه بمجرد مخالفة مرور.. الأمر الذى أثار نقابة الصحفيين.. عندما فشل فى تلفيق أى قضية تدين مصطفى شردي. وقف وتصدى لديكتاتورية الدكتور رفعت المحجوب- رحمه الله- الذى رسخ مبدأ الديكتاتورية فى إدارته للبرلمان وحوّله إلى أداة للانتقام من المعارضين ومسرح لعرض مؤامرات الحزب الحاكم فى ذاك الوقت للمعارضين، ومكان تنطلق منه أحط الألفاظ والسباب.. ونهش المعارضين والزعماء السياسيين.. وصل حد إصرار المحجوب على رفع الحصانة عن شردى لمثوله أمام القضاء فى قضية نشر تكشف الفساد فى محافظة الإسكندرية رفعها المرحوم فوزى معاذ محافظ الإسكندرية فى ذاك الوقت..

 وفى هذه الجلسة رفض النواب رفع الحصانة عن شردي.. فصاح رفعت المحجوب مكرراً نداءه برفع الحصانة أكثر من مرة.. وفى كل مرة يرفض النواب.. الأمر الذى أغاظ المحجوب.. وعقد الحزب الوطنى اجتماعاً طارئاً هدد فيه النواب.. فما كان منهم إلا أن وافقوا فى جلسة أخرى على رفع الحصانة خوفاً ورعباً من انتقام الديكتاتور.. وهنا وقف عملاق البرلمان والصحافة مصطفى شردى قائلاً إننى أرحب بالذهاب إلى ساحة القضاء فإن مسألة محاربة الفساد هى مسألة تقترب من الجهاد فى سبيل الله.. ناضل مصطفى شردى وتصدى للجبابرة فى يوم كان على المناضل أن يحمل رقبته على يديه ويدفع الثمن من سمعته وأمنه وحريته.

 وأتذكر أثناء اجتماع لجريدة الوفد فى عام 86 بحضور فؤاد باشا سراج الدين أعلن حينها مصطفى شردى أن زكى بدر وزير الداخلية طلب اعتقاله واعتقال المرحوم عادل حسين رئيس  تحرير جريدة الشعب فى ذات الوقت، عقاباً على ما تنشره "الوفد" و"الشعب".. وهنا داعب «سراج الدين» «شردي» قائلاً له أنا أخذت على الاعتقال والسجن ومستعد بدلاً منك للاعتقال.

إن مصطفى شردى كان فارساً فى خصومته.. لم يتعرض لأحد إلا وهو فى قمة سلطته وبطشه.. قاوم الفساد والاستبداد وجعل من صحيفة "الوفد" صوتاً فى يوم خرصت فيه الأصوات.. فعشقها الشعب حتى قال فارس البرلمان الراحل علوى حافظ إن جريدة "الوفد" أصبحت كرغيف الخبز للشعب ووصل توزيعها إلى مليون نسخة.

 وإذا كان مصطفى شردى نجح فى أن تنطلق جريدة "الوفد"، وتحرك المياه الراكدة فى الشارع المصرى فقد استطاع بقيادته وإدارته للجريدة أن يخرج منها رموزاً فى عالم الصحافة والإعلام تقلدت إدارة العديد من الصحف ومنابر الاعلام، بل إن من تلاميذه من كانوا يوماً أكثر من نصف الهيئة البرلمانية لـ"الوفد".. إن مصطفى شردى الذى بدأ تاريخه الناصع بالمشاركة فى المقاومة الشعبية فى بورسعيد والتقط صوراً تكشف بشاعة مجازر العدوان الثلاثى على بورسعيد.. الأمر الذى جعل جمال عبدالناصر يكلف الكاتب الراحل مصطفى أمين بعرض هذه الصور فى مؤتمرات عقدت فى دول العالم لتكشف بشاعة العدوان.. هو أيضاً مصطفى شردى صاحب أكبر سجل فى محاربة الفساد والاستبداد.. وهو نفسه صاحب أطيب قلب..  وأنقى سيرة.