رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

زمان كانوا يطلقوا على الطبيب اسم الحكيم.. وكان حكيما بالفعل يعالج المريض نفسيا.. قبل أن يعالجه بدنيا.. لأن هناك بديهية كبيرة تقول إن العلاج الطبى..يساوى نصف العلاج تقريباً!

فكان الطبيب يتسامر مع المريض.. ويسأله عن أحواله وأحوال أسرته وعمله.. المهم يجر معاه صحوبية بالبلدى!

فكان يؤهل المريض لتحمل المرض.. وقسوة العلاج حتى لو كان جراحيا..أما الآن فقد تغير الوضع.. فتدخل على الطبيب.. فتجده متأففا وروحه فى مناخيره كما يقولون.

لا يسمع للمريض ولا حتى يستمع جيدا لشكواه.. رغم أن شكوى المريض قد تكون.. الباب الملكى للتشخيص السليم.. ومن ثم مفتاح العلاج والشفاء.. لكن تعمل إيه والطبيب مستعجل.. وطوابير انتظار المرضى.. ومن ثم الأموال المتدفقة تزغلل عينه.. اللهم إلا من رحم ربى.

وطبيبنا اليوم.. والذى سأترك صديقى الصحفى الواعد عبدالفتاح العمدة.. يروى لنا حكايته أو قل مأساته.

يقول العمدة: من كام سنة، سيارة صدمت أمى صدمة شديدة، وتركت لها «كسر مفتت» فى الساق والركبة. وكان معظم الأطباء شايفين إن العملية صعبة ونسبة نجاحها قليلة.

المهم قدر الله أنها تدخل مستشفى مُعيّنا، وكان اللى بيجرى عمليات جراحة العظام، طبيبان فقط، واحد يوم السبت.. والثانى يوم التلات، وشاء الله أن يتحدد السبت.

دخلت أمى العمليات، وبمنتهى لهفة مريض محتاج أى كلمة حلوة تديه أمل، سألت الدكتور: «هو أنا ممكن أمشى على رجلى تانى؟» فأجابها: «موعدكيش»!!

أمى قالت له «طيب حتى ممكن أمشى بعكاز» قالها: «والله برضو موعدكيش عمليتك صعبة جدا»، فانهارت أمى وضربات قلبها زادت.. وضغطها ارتفع وقعدت تبكى.

نظرا لذلك تقرر إلغاء العملية.. وتأجيلها ليوم التلات لحين استقرار الحالة النفسية، اللى اضطربت بسبب طبيب منعدم الإحساس، نسيوا يعلموه إن البعد النفسى مهم جدا للمريض.

لكنه ترتيب إلهى.

ممرضة وقتها قالت لخالى.. اللى كان راسه وألف سيف يضرب الدكتور: «احمد ربنا إن العملية اتأجلت.. الدكتور بتاع يوم التلات شاطر جدا جدا».

أمى وقتها دعت ربنا وقعدت تبكى، وتقوله: «يا رب رجعنى أمشى تانى»، ولما دخلت يوم التلات سألت الدكتور نفس الأسئلة، فأجابها: «دانتى هتقومى تجرى تانى يا حاجة.. مش بس تمشي.. إنتى نسيتى إن الله على كل شىء قدير».

عملت العملية وعلاج طبيعي.. لحد ما حاليا الحمد لله بتمشي.. وإن كان مش بنفس الكفاءة.. بس الحمد لله. كنا فين وبقينا فين!! لكن السؤال المهم هنا.. هل خسر الدكتور اللى قال كلمة حلوة لأمى؟!

وهل كسب الدكتور اللى قال كلمة وحشة.. ودمر نفسيتها؟!

السؤال هنا أيضاً: هل اللى بيدخلوا طب، بيدرسوا علم نفس، وبيعلموهم إن الجانب النفسى ده مهم جدا للعلاج.. حتى لو مفيش أمل فى الشفاء؟!

يا ريت تعرفوا إن المريض مننا..حتى لو هيموت بكرة.. مش محتاج منك غير كلمة حلوة تطمنه، ويا ريت الطبيب اللى مش هيقدر يقول كلمة حلوة، يريحنا ويبطل الطب أحسن.