رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

 

عندما أستخدم طريقاً سيئاً به حُفر ومطبات، لا أصدق أبداً أنَّ الدولة تنشيء طرقاً جديدة بعيداً عن عينى بمواصفات عالمية.. لن أصدقك وإن أقسمت، ولن أصدقك وإن عرضت أفلاماً للطرق الجديدة؛ لأنَّ الطريق الذى أسير عليه وأستخدمه كل يوم بات متهالكاً مهملاً لذلك كان لزاماً أنْ تسير خطة إنشاء الطرق الجديدة ومعها بالتوازى خطة لصيانة ورفع كفاءة الطرق الحالية. وإذا كنَّا نتباهى بأننا أنشأنا خلال أربع سنوات حوالى أربعة آلاف  كيلو طرقًا بمستويات عالمية، فإننى في دهشة من إنشاء طريق واحد بطول 40 كيلو متراً، فى أربع سنوات..!!

طريق «شبرا ـ بنها» الحُر تعاقب عليه  وأشرف على تنفيذه أربعة وزراء للنقل، ورغم ذلك استنزف كل هذه المدة التى أنشأنا  فيها أربعة آلاف كيلو أخرى.. وهذا الموضوع فى حد ذاته يحتاج الى وقفة ودراسة أسباب تعثر تنفيذ هذا الطريق الذى كان يُتابعه رئيس الدولة شخصياً ويستعجل إنهاءه..

ويبدو أنَّ وزارة النقل عموماً، ووزيرها خصوصاً لم تصله رسالة الرئيس التى أشرْنا إليها الأسبوع الماضى، الرسالة التى أكدت أننا قادرون على عمل المستحيل، مادامت لدينا إرادة.. الرسالة التى أطلقها الرئيس يوم انتهى من شق قناة السويس الجديدة فى عام واحد فقط.. الرسالة التى وصلت مصطفى مدبولى وزير الإسكان، وياسر القاضى وزير الاتصالات والتكنولوجيا، وكامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية، هى ذاتها لم تصل الى كثير من المسئولين ومنهم وزير النقل، وحتى إنْ وصلتهم فإنهم لم يدركوا مدلولها وهدفها «وزار ة النقل التى استنفدت أربع سنوات فى تنفيذ طريق قصير بطول 40 كيلو ، تغرق الآن فى مشروع «بسيط» لإعادة رصف، وليس إنشاء، طريق جديد بطول 20 كيلو، جزء من طريق «القاهرة ـ الإسماعيلية» الزراعى، الذى يسميه المارون عليه باسم طريق «المعاهدة» لأنَّه أُنشئ عام 1946 عقب توقيع معاهدة الجلاء مع الإنجليز.. الطريق، أو هذا الجزء منه جعله أسوأ نموذج للطرق يسىء الى وزارة النقل لسوء الأعمال التى تتم به.. وقد نبهنا الوزير هنا فى 11 مايو الماضى لسوء وعشوائية وتدنى مستوى الأعمال التى تتم فى المسافة من مساكن أبوزعبل وحتى مسطرد، غير أنَّ الوزير لم يهتم، ولا عجب من عدم اهتمامه، فرسالة الرئيس لم تصله ولم يستوعبها أو يفهمها أو يُدرِك أهمية هذا الطريق الذى يربط محافظات الإسماعيلية، الشرقية ،القليوبية مع القاهرة.. لم يُدرِك أنَّ هذا الطريق كان محل اهتمام سابقيه لأهميته كمحور حيوى للمرور، لم يُدرِك أنَّ لهذا الطريق قيمة تاريخية، وقد استخدمه ومرَّ عليه الملك فاروق، والرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك، ومِن قبلهم الزعيمان سعد زغلول ومصطفى النحاس، وأكثر من ذلك فإن مليونًا ونصف مليون مواطن يستخدمون هذا الطريق الحيوى يومياً، وتترك الوزارة مقاول الأعمال يعبث فى الطريق ويتبع أسوأ أساليب الرصف، والتفنن فى صناعة الحُفر والمطبات، تحت سمع وبصر مسئولين بالهيئة العامة للطرق  والكبارى.

نبهنا الوزير الى سوء الأعمال وفسادها ولم ينتبه، وقُلنا له ولم يستمع، وكأنَّ له وِدناً من طين والأخرى أيضاً من طين.

 

 

[email protected]