رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

هل يعرف كثيرون أن القاهرة تستضيف «قيصر روسيا»؟.. ربما هناك اهتمام سياسى بروتوكولى، لكن بكل صراحة، ليس هناك أى اهتمام شعبى.. جائز حدث اهتمام فى المرة الأولى، التى زار فيها «بوتين» مصر بعد 30 يونية.. جائز يومها كنا نريد تكريمه على وقفته وشجاعته.. رشحنا له قصر القبة وموكب الخيول العربية.. اليوم لا نهتم ولا ننشغل.. للأسف «بوتين» يتصرف كـ«تاجر» وليس كزعيم!

والفرق كبير بين التاجر والزعيم.. صحيح أن الحياة مصالح.. لكن لا ينبغى أن تتغلب التجارة على المواقف المبدئية.. فمثلاً لا أحد يفهم حتى الآن: لماذا يمنع «بوتين» السياحة الروسية؟.. هل هى أسباب أمنية؟.. أم أنها أسباب مصلحية؟.. أم أنه يساند موقفاً أمريكياً أو أوربياً، خاصة بريطانيا؟.. فما المعنى الحقيقى؟.. ثانياً: ما هو موقف «بوتين» من قضية القدس؟.. ولماذا لم نسمع «صوته» فى القضية؟!

فلا يمكننى، سياسياً على الأقل، أن أقول لا مرحباً بقيصر روسيا.. فقد خذلنا جميعاً.. ولم يتصرف على مستوى الطموحات والآمال.. فى لحظة شعرت أنه ينفذ سياسات متفقاً عليها.. شعرت أنه يلبى حاجة لدى بعض الدول المناوئة، ولكنه قبض ثمنها.. شعرت أن موقفه فى السياحة يأتى فى إطار صفقة مشبوهة.. ثم يقولون إنه سوف يناقش ملف الطيران وعودة السياحة قبل «انطلاق المونديال»!

رسمياً، زيارة «بوتين» سوف تبدأ اليوم، حين تظهر هذه السطور للنور.. شعبياً، لا نشعر بأثر هذه الزيارة.. ولا نشعر بأن لها ذات الطعم والروح.. «بوتين» فقد كثيراً من شعبيته.. فقد كثيراً من الآمال التى كانت معقودة عليه.. لا نهتم بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تعاون معه.. فبالتأكيد هو يبحث عن ثمن جديد قبل عودة السياحة والطيران.. مأساة أننا أصبحنا فى زمن رجال الأعمال.. مأساة أن «الزعامات» انتهت!

وقد يشعر «بوتين» والوفد المرافق بالفرق هذه المرة.. قد يعرف أن المصريين إذا أحبوا أعطوا، وإذا تعكرت المياه اختلف الأمر.. هناك مصادر تتحدث عن توقيع العقود الخاصة بالطاقة ومفاعلات الضبعة النووية، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية.. وهذه مسائل معروفة مقدماً، وأهم منها موقفه من القدس، وموقفه من عودة السياحة واستئناف رحلات الطيران، فهل هى فرصة جيدة لنلقنه الدرس؟!

وعندما تعود إلى موقع الكرملين ستجد هناك بياناً يشير إلى أن «بوتين» سيبحث مع الرئيس «تطوير العلاقات الثنائية فى المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية وقطاع الطاقة، والمجال الإنسانى».. والبيانات الرسمية تتحدث دائماً عن دعم العلاقات الثنائية.. وهى يافطة يمكن أن تستخدم فى أى زيارة رسمية شرقاً أو غرباً.. ولا أفهم معنى المجال الإنسانى، وأقول صراحة: (إنسانى يا مستر «بوتين»)!

فارق كبير جداً بين زيارة «بوتين» فى 2015 وزيارته الآن فى 2017.. فارق سوف يحسه «بوتين».. وسوف يعرف أنه تسبب فيه.. القصة ليست فى المقابلات الرسمية.. إنما أثر الزيارة شعبياً.. الشعوب لا تنسى من يساندها.. لكنها لا تنسى أيضاً من يتاجر بها.. ولا تنسى من يتعامل معها كصفقة فى زمن السماسرة!