رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تصورتُ للوهلة الأولى، أن القمة التي انعقدت في منتجع «سوتشي» الروسي، قبل أيام، تتعلق بالعلاقة بين روسيا وبين إيران وتركيا!

القمة دعا إليها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحضرها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان! ولم يكن مع الثلاثة رئيس رابع!

وأما لماذا رئيس رابع، فلأن القمة كانت تبحث في حاضر سوريا، وفي مستقبل سوريا، وفيما يجب أن يتم على أرض سوريا!

وحدود علمنا أن سوريا لا تزال دولة عربية.. صحيح أن عضويتها في الجامعة العربية مُعلقة، أو مُجمدة، ولكن سوريا كدولة، سبقت الجامعة في الوجود، وسوف تظل من بعدها!.. بل إن دمشق تتميز بأشياء في هذا الشأن، لا تجدها في أي عاصمة عربية غيرها!

فالتليفزيون فيها.. مثلاً.. اسمه التليفزيون العربي السوري، لا التليفزيون السوري العربي!.. والجيش هناك اسمه الجيش العربي السوري، لا الجيش السوري العربي!.. وهكذا.. وهكذا.. والجهورية هي العربية السورية، لا الجمهورية السورية العربية!

وفي كل شيء سوف تجد أن الصفة العربية، سابقة على كل ما عداها، بما في ذلك الصفة السورية ذاتها، ولا أظن أن هذه مصادفة.. إنها مقصودة وكأنها تريد أن تقول إن للعرب في سوريا، أكثر ما للسوريين أنفسهم.. أو كأن القصد هو القول إن العروبة مكانها هناك أولاً!

بلد هذا هو صفاته، تجتمع ثلاث دول لبحث حاضره، ومستقبله، وشئونه كلها، على طاولة واحدة، بغير أن تكون بينها دولة عربية واحدة !.. فهل هان الشأن السوري على العرب الى هذا الحد؟!.. وهل صارت المسألة السورية، مسألة روسية مرة، وإيرانية مرة ثانية، وتركية مرة ثالثة، إلا أن تكون عربية؟!

إنني لا أنسى ما سمعته يوماً من وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، عن أن العرب لو حضروا إلى جانب بلاده، منذ بدء الأزمة القائمة، ما كان لغير العرب أن يحضروا، وما كان للروسي أن يحضر، ولا للتركي طبعاً، ولا حتى للإيراني الذي سبق الاثنين!

وحضور العربي كان قطعاً في صالح سوريا، وكان في مصلحتها، وكان مع استقرارها.. لو كان قد تحقق.. أما حضور الآخرين، سواء كانوا هؤلاء الثلاثة حصراً، أو كانوا غيرهم، فبحثاً عن شيء يخص كل طرف منهم.. ولا يخص سوريا كأرض، أو كوطن، على كل حال!

سوريا تستحق أن يكون العرب حاضرين في كل ما يتصل بها، لأن العروبة فيها روح، لا مجرد شكل!