رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

 

القراءة فى بيان مشايخ قبائل سيناء بعد مجزرة «مسجد الروضة» لها أهميتها الكبرى.. فأنت مثلاً سوف تتوقف عند بعض النقاط الأساسية فى بيان القبائل، الذى صدر مباشرة بعد الكارثة، ومن هذه النقاط:

< لا="" عزاء="" قبل="" الثأر..="" فلم="" تتحول="" القرية="" إلى="" سرادق="">

< لن="" تنام="" أعين="" الرجال="" قبل="" تطهير="" كامل="" ارض="">

< سنقتلكم="" ولن="" تأخذنا="" بكم="" رحمة="" ولا="">

< أنتم="" جربتم="" ذلك،="" وسنلاحقكم="" فى="" كل="" شبر="">

< ليست="" لدينا="" لكم="" محاكمات="">

وأتوقف هنا عند النقطة الأخيرة التى تتعلق بالمحاكمات والسجون.. وأضع تحتها ألف خط.. فمن المؤكد أن من كتب البيان يعرف ماذا يقول؟.. فقد قال إنه لا عزاء قبل الثأر، وقال إن الرجال لن يناموا حتى يتم القصاص، وقال أنتم جربتم ذلك.. لكنه يقول أيضاً ليس لدينا محاكمات وسجون!.. وكأنه يريد أن يقول إن القصاص سوف يكون فوراً.. لا محاكمات ولا دفاع ولا شهود، ولا سنوات تضيع فيها الحقوق.

وهو بيان كما ترى «شديد اللهجة».. كما أنه فى منتهى القوة، وكأنه يخاطب الإرهابيين بالطريقة التى يعرفونها.. ويقول «وقد جربتم من قبل».. ومعناه أن القبائل سوف تمشط الأرض شبراً شبراً للبحث عنهم.. فليس بعد حرق الجرن جيرة.. وهذه المجزرة لم تحدث من قبل فى تاريخ مصر.. هناك 305 شهداء وأكثر من 100 مصاب.. وبالتالى فقد تيتمت القرية، وترملت النساء والأطفال بلا ذنب أبداً.

والسؤال: هل تستشعرون من هذه القراءة فى بيان القبائل، أن هناك إدانة لبطء إجراءات التقاضى؟.. وهل تستشعرون أن ما حدث فيه إدانة للدولة، لأنها تحيل مثل هذه القضايا الإرهابية للقضاء العادى، وليس القضاء العسكرى؟.. الإجابة نعم.. ليست القبائل وحدهم من تقول ذلك.. كنت أستقل تاكسي فى اليوم التالى للمجزرة.. سائق التاكسى المثقف يسألنى لماذا نحاكمهم؟.. لماذا نتحمل أعباء التقاضى؟!

ويتساءل الناس فى البيوت والمقاهى: لماذا نتحمل التغذية والحراسة والإقامة وبنزين سيارة الترحيلات؟.. أليس هؤلاء الإرهابيون يعترفون بارتكابهم المجازر التى ارتكبوها؟.. «حبارة» ظل فى حيازة المحاكم سنوات ثم تم إعدامه.. وهذا «المسمارى» معترف بالقتل فى مجزرة الواحات.. ومع هذا أخرجناه على الإعلام، ثم نقدم له الطعام والغذاء والإقامة، ونحاكمه على مدى سنوات، ثم «نصرخ من جديد».

فما ذكره «بيان القبائل» كأنه يقول هذا هو الحل.. فلا محاكمات ولا سجون ولا إقامة.. علقوا الإرهابيين فى الميادين العامة.. ألقوا فى قلوبهم الرعب.. اجعلوهم عبرة لغيرهم.. لاحقوهم فى كل مكان.. يد واحدة مع الجيش والشرطة.. قاتلوهم تحت راية الجيش.. لا نريدها حرباً أهلية بين مدنيين ومدنيين.. لا تحيلوهم إلى القضاء فنقعد لننتظر سنوات.. أين «دوائر الإرهاب»؟.. بل أين القضاء العسكرى؟!

وأخيراً، ألسنا فى معركة حقيقية؟.. أليس هناك قانون للطوارئ يحكم سيناء؟.. السؤال: كيف يُحاكم إرهابيون يحملون السلاح، أمام القضاء العادى؟.. أهى حرب، أم فُسحة؟!