رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

مصيبتنا الكبرى فى مصر أننا لا نعرف أفريقيا.. ومهما ادعينا من القول بوشائج الأخوة والمودة.. وأننا جزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية.. فهو فى الحقيقة «كلام ابن عم حديث».

فالحقيقة المرة أننا لا نعرف شيئاً ذا قيمة عن أفريقيا والأفريقيين.. بل حتى دولة إثيوبيا التى تشتعل بيننا وبينهم الآن أزمة طاحنة.. لا نعرف عنها شيئاً سواء عن عدد سكانها أو طبيعتها الجغرافية.. أو حتى عن طبيعتها الجيوسكانية.. أعراقها وأنسابها.. قوتها وتفردها بين دول القارة.. قوتها العسكرية وقدراتها الدفاعية.. وقدرتها على الرد على أى اعتداء خارجى.. أو حتى داخلى.

كلها معلومات نجهلها ولا نعرفها.. حتى أن صديقى ناصر فرغلى كبير معدى قناة القاهرة.. بالتليفزيون المصري.. قد قام بإعداد أطروحته عن الدكتوراه.. عن أفريقيا فى الإعلام المصرى.. فاكتشف حقيقة مفزعة.. وهى أن مساحة أفريقيا فى الإعلام المصرى لا تتعدى الـ2 % فقط لا غير.

وهى حقيقة صادمة لا تقبل أى شك.. وتستطيع أن تلمسها بنفسك.. فهل رأيت أى قناة تليفزيونية أو محطة إذاعية تخصص برنامجاً عن أفريقيا.. اللهم إلا برنامج يتيم فقير الإمكانيات.. كانت تقدمه قناة النيل للأخبار.

فى حين أن عدونا الأزلى إسرائيل.. تخصص البرامج.. وترسل المساعدات.. وتتبادل الزيارات الرسمية والشعبية.. وتوفد لهم خبراء المياه والزراعة والتعدين.. كل ذلك لأن إسرائيل كانت واعية من البداية.. لأهمية وخطورة هذه القارة السمراء.. وعينها منذ الأزل على ثرواتها وخيراتها.. وأهم شىء فيها المياه.

فاهم مشكلة لدى الإسرائيليين هى ندرة المياه.. وأهم تحدٍ لديهم كيفية تدبير المياه لشعبهم.. والأهم من كل ذلك هم يريدون التمكن من رقبة مصر.. بل من روح مصر وشعبها وهو ماء النيل.. خاصة أن مصر أضعف أطراف المعادلة.. لأنها مجرد دولة مصب.

من هنا وجب على مصر.. أن تتعرف على أهلها فى أفريقيا.. حتى يشعروا أنهم ليسوا بعيدين عن قلب مصر.. كما كان الحال طوال عهد مبارك.. خاصة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة.. التى تعرض لها فى أديس بابا.. والتى جعلته يحجم عن زيارة أفريقيا.. أو حتى المشاركة فى القمم الأفريقية السنوية.. وكان يكتفى بإرسال وزير الخارجية.. أو رئيس الوزراء إذا أراد رفع مستوى المشاركة الدبلوماسية.

والحقيقة.. ومنذ أن جاء «السيسى» للحكم.. وهو لا يترك قمة أفريقية لا يشارك فيها بنفسه.. بل وقام بعدة جولات مكوكية لدول القارة السمراء.. على رأسها بالطبع دول حوض النيل، ولكن للأسف تم ذلك.. بعد أن تكون جدار نفسى عازل بيننا وبينهم.

على عكس إثيوبيا.. التى استغلت غياب مصر افضل استغلال.. فصالت وجالت فى ربوع القارة.. حتى تسيدتها تماماً.. وأصبحت لها القوة والغلبة.. والكلمة المسموعة عند أغلب دول القاهرة.. وأولهم الشقيقة السودان التى أصبحت مصالحها ووجهات نظرها متطابقة مع إثيوبيا.. وقريبة منها.. بقدر بعدها عن القاهرة ومصالحها.. وتبنى وجهات نظرها.. فأصبحت مصر فى جانب.. وإثيوبيا والسودان فى جانب آخر تماماً.

وهى كارثة كبرى.. تتطلب منا اليقظة الكاملة.. والتحرك الواعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. قبل فوات الأوان.