رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

عندما تتكرر الدعوة بإلحاح فى القرآن الكريم بالتفكير والتدبر والنظر الى الأمور بعقل متفتح  فهذا التكرار فى مواطن كثيرة لم يرد فى القرآن الكريم عبثاً، لكن الإسلام قصد الى توجيه الإنسان ليدرك أهمية هذا التدبر واحترام العقل البشرى.

وبمفهوم المخالفة فإن إلغاء العقل والاستسلام  لدعوات بتعطيل التفكير المنطقى هذه الدعوات تتنكر لتوجهات الإسلام ومقاصده وتدفع الإنسان الى ظلمات الانقياد لمن نصبوا أنفسهم أوصياء على الإسلام، كما أن هؤلاء يستندون الى وقائع وأحداث مرتبطة بزمان يختلف اختلافاً جذرياً عن زماننا. ولإن الإسلام دين يصلح لكل زمان ومكان فقد  جاءت أومره ونواهيه واضحة وضوحاً حاسماً فى أمور «العبادات»، ولهذا لم يختلف أحد على طريقة أداء الصلاة أو الصيام أو الحج. أما المعاملات اليومية بين الناس فقد وردت بأسلوب مرن يسمح لكل مجتمع بأن يؤديها حسب تطورات هذا المجتمع بما لا يتصادم أو يتضاد مع مقاصد الإسلام العليا المتمثلة فى تقديس حرية الإنسان وحرمة ماله وعرضه وتشكيل المجتمعات الإنسانية على أساس من الود والاحترام والتعاون والتعاطف.

وحرص الإسلام على أن يتضمن القرآن الكريم نصوصاً واضحة فيما حرمه على المسلم وما دون ذلك لا يملك أحد أن يضيف الى ما نص عليه القرآن الكريم محرمات أخرى.

إذا أدركنا هذه الحقائق فعلينا أن نتوقف فوراً عن التساؤل عن كل مستحدث من العلوم أو الأدوات التى نستخدمها فى حياتنا اليومية، وهل هى حرام أم حلال؟! هذا السؤال فى حد ذاته عدوان صارخ على كتاب الله سبحانه وتعالى الذى حدد بشكل قاطع الأمور التى حرمها الله. وقد أغنانا عن ذلك كله ما وهب الله الفقهاء من وضع القاعدة التى تقول «إن الأصل فى الأشياء أنها حلال» فلا معنى بعد ذلك لأن ينصب البعض نفسه وصياً على المجتمع يحدد له الحرام والحلال.