رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع أول درس يتلقاه دارس الكليات والمعاهد الإعلامية عبارة تلخص الأسلوب المختلف الذي يقدم به التليفزيون ما يبثه من مواد، والذي يختلف عن وسائل الإعلام الأخرى من صحافة مطبوعة أو إذاعة، العبارة تقول «التليفزيون صورة».

والمعنى المقصود أن التليفزيون يعتمد في تقديم المادة الإعلامية بشكل أساسي على «صورة حية» نابضة بالحركة أو صورة ثابتة لوثائق أو غيرها، ومن مجمل هذه الصور التي يصاحبها شرح بصوت المذيع أو بعبارات مكتوبة على الشاشة ثتثبت هذه المعلومات في رأسه وتستقر في ذاكرته هذه الصور وتصبح المعلومة في هذه الحالة أكثر وضوحاً وأبقى في الذاكرة البصرية.

هذا الأصل في أسلوب تقديم المادة على شاشات التليفزيون تكاد تختفي تماماً على شاشات التليفزيون المصري الخاص منه والعام على السواء، ومن هنا تراجعت قدرة التليفزيون على التأثير وأصبح مجرد تكرار للإذاعة المسموعة فيما عدا ما يقدمه من مباريات رياضية أو مواد درامية من مسلسلات وأفلام.

تحولت شاشات التليفزيون إلى مكلمات أو مصاطب أو منابر يعتليها أو يجلس عليها من تصور أنه داعية أو خطيب في مسجد أو محفل عام ويأخذ سيادته أو سيادتها في مخاطبة رواد المحفل أو الاجتماع بعبارات إنشائية رنانة، وفي كثير من الأحيان لا يملك من يوجه هذه المواعظ والخطب الحد الأدنى من القدرة علي تقديم مواعظ وخواطر سيادته بلغة سليمة.

هذا هو المشهد العام الذي تجاهل خصوصية أسلوب تقديم المادة الإعلامية لمشاهدي التليفزيون.

تظهر هذه المشكلة بشكل واضح في «البرامج» التي يقدمها كثير من الشاشات والتي تقدم للمشاهد «صورة» لنشاط صناعي أو زراعي أو تحاول الكشف عن تقصير أو إجادة في أداء عمل ما.

الصورة في مثل هذه البرامج هي «البطل» وهي التي تتحدث بلغة مقنعة، فالكاميرا في مثل هذه البرامج يجب أن تركز على النشاط وتفاصيله والآلات المستخدمة بأدق تفاصيلها والطريقة التي يتم بها إنجاز العمل، كل هذا يجب أن تنقله الكاميرا بالتفصيل مع شرح «صوتي» لمذيع أو مختص (لا يظهر على الشاشة) وإن كان لابد فليكن ظهوره لثوانٍ قليلة.

ما يحدث فعلاً في الأغلبية الساحقة من هذه البرامج أن حضرة المذيعة المحترمة وسيادة المذيع المبجل يطالعنا كل منهما بطلعته البهية والابتسامة على وجهه وفي الخلفية مشاهد للموقع الذي يحدثنا منه، وبعد مقدمة مليئة بعبارات إنشائية عامة يقدم لنا المذيع أو المذيعة صاحب المشروع أو المسئول عن النشاط الذي سيقدمه ويجري معه حواراً حول المشروع أو المصنع أو المنتج، وقد يتفضل السيد المذيع أو المذيعة والمخرج المحترم قد يتفضلون بتقديم لقطات سريعة لماكينات تعمل أو منتج نهائي أو أي رحلة من مراحل الانتاج، ولكن يظل المذيع أو المذيعة طوال فترة البرامج يملآن الشاشة بابتسامتهما ومعهما مسئول يحدثنا عن آلات حديثة وانتاج رائع ومشروع هام لكننا لا نرى من كل هذا إلا لقطات لبضع ثوانٍ لنظل مستمتعين بصورة المذيع أو المذيعة مع الضيوف في حوار لو أذيع على أثير إذاعة لما كان هناك فرق بينه وبين ما يبث على شاشة التليفزيون.

في مثل هذه البرامج يا سادة يا كرام التفاصيل الدقيقة التي تنقلها الكاميرا للآلات أو طريقة الانتاج، الصورة هنا هي الأصل وهي التي تحدث الفرق بين الإذاعة والتليفزيون.