ع الطاير
رغم أهميتها ودقتها.. لم أركز كثيرًا مع تصريحات المهندس أحمد البحيرى الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات، على هامش إطلاق الشبكة الرابعة للمحمول 015 وسط احتفالية فى أمسية تاريخية بتحقيق حلم المصريين بشبكة قومية وطنية مصرية خالصة، وإنما كنت مشغولًا بالتركيز فى نظرات وخطوات وانفعالات البحيرى، لأقرأ من خلالها ما لا تفصح عنه الكلمات والتصريحات.
والحقيقة أننى فوجئت وفرحت واطمأن قلبى لما راقبت الرجل منذ اللحظة الأولى التى وصل فيها البحيرى إلى موقع الاحتفال بسنترال عرابى، حيث أول مركز خدمة عملاء للمصرية للاتصالات لعملاء خدمات المحمول. فقد وجدت الفرحة والأمل والتفاؤل الشديد إلى جانب ثقة واضحة فى خطوات ثابتة، ثم نظرات عين قريرة فرحانة واثقة من قدرات غير مسبوقة استعدادا للمنافسة الشرسة المتوقعة مع شركات المحمول الثلاث العالمية أورنج وفودافون واتصالات بما ما لها من ثقل دولى وخبرات عظيمة، وعندما توالت الأسئلة على الرجل جميعها تحمل قلقًا واضحًا حول قدرة الشركة الوطنية على المنافسة وسط سوق متخم ومتشبع بخطوط المحمول حيث يوجد أكثر من 90 مليون خط، يعنى أكثر من عدد السكان، ولكن البحيرى بكل ثقة وهدوء أجاب أنا عارف حعمل إيه وعارف إزاى أنجح وأتفوق وأسبق، وحاول الزملاء الصحفيون استفزاز الرجل أكثر ليفصح عن خطط الشركة للتفوق، ولكن البحيرى بابتسامة واثقة قال: سوف ترون ذلك واقعًا وليس كلامًا يقال وليس هنا مجال استعرض خطة المنافسة.
بالطبع كانت الإجابة تحمل الكثير من الثقة والاعتزاز بقدرات قيادية خاصة لديه، وأيضًا ثقة واعتزاز وفخر بقدرات زملائه الفنيين والعاملين والاداريين، وكل فريق عمل الشركة الوطنية الذى يمثل قوة جبارة تصل إلى نحو 50 ألف أسرة، ظل حلم المحمول يراودهم طويلا، ولكنهم لم يفقدوا الأمل ابدا، وظلوا فى رباط واستنفار واستعداد حتى جاء وزير متمكن قوى ولديه قدرات وكفاءة التنظيم والادارة بحسم وعلم ونجح فى تحقيق المعجزة، واخيرًا أصبح للمصريين شركة محمول جنبًا إلى جنب مع الشركات الثلاث العالمية العملاقة، وبالتأكيد سوف تكون المنافسة فى صالح الوطن والمواطن، وسوف نلمس قريبًا تغييرًا كبيرًا فى خريطة خدمات المحمول والإنترنت ومزيدًا من الرفاهية والعمل أيضًا، ومع تطوير كبير بتكنولوجيا الفور جى ستتحقق معجزات حقيقية ويتحول المجتمع إلى مجتمع رقمى حقيقى.