رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

الرغيف في مصر يعد بمثابة خط أحمر لكل حكومة.. أذكر أن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق قرر في يوم أن يفاتح الرئيس مبارك في مسألة الدعم، وكان نظيف وقتها يقود إصلاحات اقتصادية تحسب له، ولكنه أي ـ نظيف ـ كان يغفل أن هذه الإصلاحات يجب أن يواكبها برامج حماية للفقراء.. المهم تابعت الموضوع وقتها عن قرب كمحرر لشئون مجلس الوزراء.. حاول نظيف مع الرئيس وتحدث صراحة عن قضية الدعم في المؤتمر العام للحزب.. لكنه لم يجرؤ علي الاقتراب من الرغيف ودعمه.. وهكذا ظل رغيف الخبز صداعًا مزمنًا في رأس كل وزير تموين وأزمة مستمرة مع كل حكومة.

أزمة رغيف الخبز في رأيي هي أزمة كل وزير يجلس علي كرسي الوزارة.. عاصرتهم عن قرب منذ الدكتور جلال أبو الدهب رحمة الله عليه.. لم أجد فيهم وزيرًا علي إلمام بقضية الرغيف باستثناء اثنين فقط الدكتور أحمد جويلي رحمه الله والمهندس أبو زيد محمد أبو زيد.. الدكتور جويلي كان أستاذًا في الاقتصاد الزراعي ومحافظًا ناجحًا.. لذلك اقترب من الأزمة واقتحمها بفهم عميق وخبرة كبيرة مكنته من السيطرة علي غذاء الفقراء.. أما المهندس أبوزيد فقد عرفته منذ أن كان رئيسًا لشركة مطاحن وسط  الدلتا ثم نائبًا لرئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية. عاش الأزمة منذ أن تخرج في كلية الزراعة واستمر مهمومًا بقضية الرغيف طوال عمله في مجال المطاحن وصناعة الخبز علي مدار ما يقرب من 40 عامًا.. كان يحلم بتطبيق منظومة جديدة للخبز يواجه فيها مافيا المخابز والمطاحن.. كان يحدثني وهو رئيس شركة عن ضرورة نسف منظومة الخبز وتطبيق منظومة جديدة تعتمد علي تحرير سعر الدقيق والخبز في مختلف المراحل، وعندما تولي منصب الوزير كان أول قرار له هو تطبيق المنظومة التي كان يحلم بها، وبالفعل نجحت التجربة وتحسن الرغيف، وقام بتوفير ما يقرب من 7 مليارات جنيه للدولة.. تصدي لمافيا المخابز وخاض معارك شرسة حتي حقق حلمه في تطبيق المنظومة.

لم يستمر النجاح سوي بضعة أشهر وعقب خروج المهندس أبو زيد من الوزارة جاء الوزير الفاشل خالد حنفي لينسف التجربة ويعود للنظام القديم.

تخبط خالد حنفي وتخبط من أتي بعده حتي جاء الوزير مصيلحي لفترة ثانية، وكان أول ما فعله هو العودة لمنظومة المهندس أبو زيد في محاولة عاجلة لإنقاذ الموقف وإصلاح ما أفسده الوزير حنفي.. لكن للأسف كعادة كل مسئول في مصر استكبر مصيلحي أن يرجع الفضل لأهله، ويقول إنه عاد للمنظومة التي وضعها المهندس أبوزيد، واعتمد علي ضعف ذاكرة المصريين وظهر وكأنه يضع منظومة جديدة لم يسمع عنها أحد من قبل.

وبصرف النظر عن هذا وذاك فإنني أري أن المنظومة تقضي علي الأزمة بنسبة معقولة، ولكنها لا تمثل حلًا نهائيًا وجذريًا.. وأري أن الحل يكمن في إلغاء الدعم العيني وتوزيع دعم نقدي علي المستحقين بضوابط، وتحرير صناعة الخبز والدقيق مع التوسع في تجربة المخابز المليونية لتحقيق التوازن في الأسواق.. هذا هو الحل الذي يريح ملايين المصريين ولكنه يحتاج إلي قرار سياسي فهل من مجيب؟