رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أثار انتباهى فى شهر رمضان الأخير، وبالتحديد التاسع عشر من يونيو 2017 حادثة قتل مراهقة أمريكية مسلمة تدعى (نبرة حسانين) وهى من أصول مصرية فى ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتبلغ من العمر 17 عامًا وذلك عقب خروجها من مسجد تابع لمركز آدامز الإسلامى بالولاية بعد أداء صلاة التراويح.

وطبقًا لصحيفة (واشنطن بوست) فإن الشرطة قد اعتقلت شابًا يبلغ من العمر 22 عامًا بتهمة قتلها، كما أشارت والدة الفتاة إلي أن هذا العمل الإرهابى ناتج عن ملابس ابنتها وارتدائها الحجاب، كما أثار انتباهى أيضًا عملية الدهس الإرهابية التى استهدفت عددًا من المصلين قرب مسجد فينسبرى بارك فى العاصمة البريطانية  لندن، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين.

وهذا ما دفعنى أن أتناول فى هذا المقال ما يسمى (الإسلاموفوبيا Islamophobia) أو الخوف المرضى من الإسلام، وهو مصطلح ظهر حديثًا فى المجتمعات الغربية، ويعنى التحامل والكراهية تجاه المسلمين أو الخوف منهم، كما يشير المصطلح إلى الممارسات العنصرية ضد المسلمين فى الغرب، ويعرفه البعض على أنه تحيز ضد المسلمين أو ما يسمى شيطنة للمسلمين، وترتكز ظاهرة الإسلاموفوبيا على نظرة اختزالية للإسلام تعتمد على أفكار محددة وجامدة تحض على العنف وترفض المنطق والعقلانية وحقوق الإنسان.

 ومن أهم اسباب هذه الظاهرة عدة عوامل مثل (الجهل بالإسلام)، فالإنسان فى العادة يميل إلى معاداة ما يجهل، حيث يشكل خطرًا غامضًا، فالناس أعداء ما يجهلون، ومن عوامل انتشار الظاهرة أيضًا هو الخلط بين الدين الإسلامى وواقع المسلمين على المستوى الاقتصادى والسياسى والاجتماعى والتعليمى، متمثلًا فى انتشار الفقر والمرض والجهل وبعض الحروب والنزاعات الداخلية والخارجية، ومن عوامل انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا هو تحميل الإسلام مسئولية السلوك غير السوى الذى يصدر عن بعض المسلمين مما يثبت صحة الصور النمطية السلبية المرسومة فى أذهان الكثيرين من المجتمع الغربى.

وأيضًا من أسباب انتشار الظاهرة تبنى بعض الجماعات المنتسبة إلى الإسلام تيار القتل والعنف وما يشابه ذلك، وهذا ما حدث بالفعل من تفجيرات مدوية على أهداف مدنية فى عدد من البلدان الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسبانيا، مما ينعكس سلبيًا على تحسين صورة الإسلام ويصعد المخاوف وينسب ظاهرة الإرهاب إليه والدين الإسلامى برىء من تلك المفاهيم السلبية.

ولعلنا نتفق جميعًا أن الإعلام يعتبر سببًا رئيسيًا لانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا نتيجة لتركيزه على أمور تشكل، وتطبع مفاهيم سلبية عن الإسلام والمسلمين، ولعلاج ظاهرة الإسلاموفوبيا يجب مضاعفة الجهود لتعريف العالم الغربى بالدين الإسلامى، وأيضًا الحوار والانفتاح على الثقافات الأخرى والتواصل لإذابة جبال الجليد بين المجتمع الإسلامى والمجتمع الغربى من أجل التعايش والتفاهم والسلام، ولا ننسى استخدام تقنيات الاتصال الحديثة لمعالجة ظاهرة الخوف من الإسلام، مثل المواقع الإلكترونية والفيسبوك والتويتر.

كما أننى أرى ضرورة التنسيق بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى ووزارة الخارجية والأزهر الشريف لبحث كيفية التنسيق مع وزارات التعليم بالدول الغربية من خلال السفارات والقنصليات ومدى إمكانية توضيح صورة الدين الإسلامى بالمناهج التعليمية بالمجتمع الغربى، حيث إن تلك المناهج والمقررات التعليمية تبنى العقول ولا بد أن تبنى عقولهم على احترام الأديان ومعرفة حقيقة الدين الإسلامى، كما أرى ضرورة تفعيل دور مكتبة الإسكندرية من خلال البروتوكولات المنعقدة مع الدول المختلفة فى مجال الثقافة والمعرفة والآداب، ليتخللها المفاهيم الصحيحة عن الإسلام لتنتشر مبادئه عبر الثقافات المختلفة حول العالم، وتنتهى ظاهرة الخوف من الإسلام دين التسامح والسلام والتعايش الإيجابى وذلك لصالح الإنسانية كلها.

[email protected]