رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الفصول المهمه بالمجلد الأول لكتاب وصف مصر - والذي يعد أهم  وثيقة تاريخية تركها علماء الحملة الفرنسية - الفصل الخاص بأوضاع الأقباط في مصر والذي أختار منه خلاصة مشاهداتهم ورصدهم لحياة المصريين الأقباط .. يقول علماء الحمله " لايلعب الأقباط في مصر إلا دورا ضئيلا ، ومهارة شعبهم هي مصدر حياتهم ، فقد استطاعوا - تحت حكم الأتراك - أن يحتفظوا بجزء من العمل الاداري لم يخرج مطلقا عن أيديهم منذ العصور البالغة القدم ، وهو مسك سجلات الضرائب والدخول والملكيات ، أي أنهم باختصار الملمون بمساحة مصر . وهم يتهمون بأنهم لم يكونوا علي الدوام في عملهم هذا علي درجة كافية من الأمانة والنزاهة . وقد أمكن للأقباط أن يتماسكوا في شكل أمة متحده داخل بلد منهزم ، ويعطي مجتمعهم الصغير لمصر بفضل بعض الأنظمة المقتبسة من القيم الانجيلية مظهرا من مظتهر الاتحاد والوفاق والألفه - وهو أمر نادر في تلك البلاد التي نكبت بالطغيان والاستبداد .

وبرغم هذا فإن الأقباط لايخلون من العيوب ، وهذه العيوب أنما هي نتيجة طبيعية لتلك الحالة من الاذلال التي انتهوا اليها تحت حكم الاتراك ، فحيث إنهم كانوا علي الدوام مضطرين للاستكانه وللتظاهر بخلاف مايبطنون فقد اصبحت الغالبية منهم تتصف بصفات الجشع وبأخلاق الأجراء المرتزقين ، وهذه بالتأكيد هي مسيرة كل الشعوب المقهورة علي مدار التاريخ - فالتقاعس هو النتيجة الطبيعية للعبودية والإذلال .

وعندما يتوجه الأقباط إلي الأقاليم لتحصيل الضرائب فإنهم لاتنالهم إهانات من قبل المسلمين ، وليس هذا بفعل الاعتياد الطويل بقدر مايعود إلي وجود قوة تصحبهم لحمايتهم . ومع ذلك فقد بقيت لهم علي الأقل حرية العبادة ، ذلك أن محمدا الذي كان سياسيا محنكا قد ترك للشعوب التي خضعت لسيطرته حرية ممارسة شعائرهم الدينية ، كما ترك لهم الحق في أن يسيروا أمورهم بموجب قوانينهم الخاصة ، ولكن داخل أطار سيطرة النظم الاسلامية .. وفيما يتعلق باقتناء العبيد والجواري والذي كان أمرا طبيعيا وقت قدوم الحملة وأبسط الأسر حالا كان يوجد لديهم عبدا أو جارية - وكان للمسيحيين في مصر الحق في امتلاك العبيد بالرغم من أنهم لايتمتعون بهذا الحق في باقي الولايات التركية ، ومع ذلك فإن هذا الحق محدود بشروط معينه ‘ فمن المحظور علي اقباط مصر أن يمتلك الواحد منهم عبيدا من الذكور - ولا يستطيعون علي الأكثر إلا شراء أطفال صغار يتخلصون منهم عندما يكبرون . ومع ذلك فقد كان يسمح لهم باقتناء أي عدد من النساء الإماء يستطيعون الحصول عليه .. "

الي هنا أكتفي بهذا العرض لجوهر أوضاع اقباط مصر وقت قدوم الحملة الفرنسية ( 1798 م ) كما ورد نصا بالمجلد الأول لكتاب وصف مصر ، والمتأمل لحالهم وقتها حسب ماجاء في  " وصف مصر " قد يصل الي نتيجة فحواها أن ماتغير من تلك الاوضاع قشور وبقيت حقيقة التمييز قائمة في ثقافة العامة من المسلمين المصريين وفي قوانين الدولة نفسها التي لاتساوي بين الجميع في حقوق المواطنة ، وحتى أبسط الأوراق الرسمية لاتزال تحمل خانة الديانة - لا لشيء إلا للحفاظ علي صور التمييز المحتلفة .. وآخر تلك الاوراق الرسمية للأسف التي اصطدمت بها  قبل أيام استمارة نقابة الاعلاميين الجديده - فهي تحمل خانة الديانة ، واذا كان هذا هو حال أهل الاعلام والاستناره فما بالكم بمن لم تجد عليهم الحياة برغد العيش ونور العلم ...