رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عندما شاهدت الرئيس الأمريكى ترامب وهو يقف أمام حائط البراق يتمتم بصلوت أو بأدعية - لا أدرى - وفى عينيه دموع حقيقية أو مصطنعة - لا أدرى أيضاً - وسمعت نتنياهو وهو يلقى كلمته أمام ترامب ويقول بكل وضوح إن إسرائيل لم تحتل القدس وإنما «حررتها» عام 1967 وأنها - أى القدس - هى العاصمة الأبدية لإسرائيل.

عندما رأيت المشهدين لم أستطع أن أحجب صوتاً يأتى من أعماق «تاريخ الاستعمار الانجليزى» عندما دخل اللورد اللنبى القدس قائد القوات الاحتلال الانجليزى فيقول كلمته الشهيرة «ها قد عدنا يا صلاح الدين»؟! وما أشبه الليلة بالبارحة.

تحدث ترامب عما أسماها فرصة حقيقية للسلام، وأكد ترامب أن أمريكا تدعم إسرائيل بكل قوة، ولم يخبرنا السيد/ ترامب كيف يتحقق «السلام» وأحد طرفى الصراع «إسرائيل» تؤكد كل لحظة قولاً وعملاً أنها ستواصل التهام الأراضى الفلسطينية وأنها تمارس جميع التصرفات التى يدينها المجتمع الدولى وتؤثمها القوانين الدولية من زج للفلسطينيين فى السجون دون محاكمات حتى بلغ العدد عشرات الآلاف.. يلاحظ أن أمريكا تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا قامت دولة أخرى - غير إسرائيل - بسجن مواطن دون محاكمة؟!! وساعتها تحدثنا أمريكا عن «حقوق الإنسان» التى تعتبر نفسها المسئول عالمياً عن الدفاع عن هذه الحقوق.

فهل يرى السيد/ ترامب أن «الفلسطينى» ليس من بين البشر الذين ضمنت المواثيق الدولية حقوقهم؟ وهل علم أن عشرات آلاف من الفلسطينيين المسجونين لسنوات طويلة دون محاكمة فى سجون إسرائيل مضربون من الطعام ويتهددهم الموت؟!! وهل يعلم السيد/ ترامب أن العديد من المنظمات الدولية العالمية سجلت الاعتداءات الوحشية المستمرة لإسرائيل ضد الفلسطينيين، وأن أمريكا عاقبت هذه المؤسسات بمنع التمويل المستحق لها عقابا لها على تسجيل هذه الحقائق؟!

وهل يعلم السيد/ ترامب أن إسرائيل تفرض حصاراً خانقاً على مجمل الأراضى المتبقية للشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وقطاع غزة وهو - أى هذا الحصار - يمثل النموذج الكامل لعمليات العقاب الجماعى المرفوضة فى جميع القوانين الدولية؟!

وهل يعلم السيد/ ترامب أن إسرائيل أصدرت القرارات بضم جزء كبير من أراضى سوريا «هضبة الجولان» بعد أن احتلتها عام 1967؟!

وهل يعلم السيد/ ترامب أن إسرائيل ترفض بكل غطرسة الامتثال لأية قرارات تصدر عن المنظمات الدولية محتمية بمظلة أمريكية تعاقب هذه المنظمات أو تستخدم نفوذها لإجبارها على سحب قراراتها أو باستخدام حق الفيتو لمنع تنفيذ هذه القرارات وإلغائها؟!

وهل يعلم السيد/ ترامب أن إسرائيل قررت أن تقيم دولتها على أساس «عنصرى» لتصبح «دولة يهودية» فى هذا العصر الذى اختفت فهى تاماً هذه النغمة «العنصرية» التى كان آخر تجلياتها الدولة الألمانية فى عهد هتلر؟!

إذا كان الرئيس ترامب لا يعلم هذه الحقائق فمن حقه أن يستوثق من صحتها ومن معلومات كثيرة مثلها، ولا شك أن أمريكا تملك من المؤسسات القادرة على تقديم مثل هذه المعلومات بدقة.

فهل تفكر يا سيد ترامب فى التوسط لإحلال السلام فى المنطقة بإعادة الحق لأهله؟! أم أنك تتصور أن باستطاعتك أن تمارس ضغوطاً هائلة على الطرف الأضعف وهو هنا العرب عامة والفلسطينيون خاصة، وترغمهم على قبول «الاستسلام» لشرط إسرائيل التى تسلبهم كل حقوقهم الطبيعية؟!

يا سيد/ ترامب.. قد تنجح فى إجبار «قادة عرب» على قبول «سلام» حقيقي، لكنه ينشئ وضعاً مؤقتاً ربما لبضع سنوات تقل أو تزيد، لكن نهاية مثل هذا «الاستسلام» محتومة بتحركات شعبية تهب كالإعصار عندما تتهيأ لها الظروف الموضوعية لتطيح بكل بناء تم أساس هذا «الاستسلام» غير العادل.

الطريق لتحقيق سلام حقيقى ومستقر يا سيد/ ترامب طريق واحد لافتة حصول كل الأطراف على حقوقهم التى كفلتها القوانين والقرارات الدولية.