رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

إنه مولد فريد ليس كمثله مولد من الموالد. فلا هو يقام احتفاء بأحد أولياء الله الصالحين رضوان الله عليهم. ولا هو يقام تمجيداً وعرفاناً بكرامات أحد العارفين بالله، الذين يتمسح الاتقياء بعتباتهم المقدسة، ولكنه مولد جمع أمة العروبة والإسلام من مشارق الأرض ومغاربها لسماع ما يمكن أن يوصف بالبعث أو الميلاد الجديد لدونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. فقد عرف العالم ترامب من خلال العديد من خطاباته أثناء الحملة الانتخابية وما بعدها، وقد تميزت كلها بالعداء الشديد للإسلام والمسلمين. كما أن أحد قراراته الأولية التى أصدرها بعد تولى رئاسة البلاد كانت منع مواطنى سبع دول إسلامية، خفضت بعد ذلك إلى ست دول إسلامية، من دخول الولايات المتحدة. وقد تساءل الجميع عن الأسباب التى حدت بدونالد ترامب إلى عقد هذه القمة الإسلامية، وأين؟ فى العاصمة السعودية الرياض، على مقربة من أطهر بقاع الأرض حيث مسجد الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه فى المدينة المنورة، والكعبة المشرفة فى مكة المكرمة.

ومن أجل فهم الدوافع التى حدت بدونالد ترامب إلى القيام بأولى جولاته الخارجية على النحو الذى جرت به، لابد من أن نربط بينها وبين ما يجرى من أحداث داخل الولايات المتحدة. ونظراً لأن ترامب يختلف تماماً عن غيره من الرؤساء الأمريكيين الذين ينتمون عادة إلى دنيا السياسة، وإلى المؤسسة العسكرية أحياناً، فهو ينتمى إلى دنيا الأعمال التى تسود فيها قيم الربح والخسارة على ما عداها من القيم. وإلى جانب ذلك فإن التنافس المستعر بين الحزبين الجمهورى الذى ينتسب إليه ترامب، والديمقراطى الذى ينتمى إليه الرئيس السابق باراك أوباما يوضح أيضاً جانباً آخر من الصورة. فإذا كان أوباما قد استهل فترة حكمه الأولى بتوجيه خطاب إلى العالم الإسلامى من جامعة القاهرة فى مصر، فإن ترامب يوجه خطابه إلى المسلمين فى حضور حشد من زعماء الدول الإسلامية وعلى مقربة من أقدس الأماكن الإسلامية. هذا فى جانب التنافس الداخلى. 

أما فى جانب المكسب والخسارة فقد حقق ترامب ما لم يحققه رئيس آخر. فقد تم توقيع صفقات أسلحة واتفاقيات تجارية بأرقام فلكية بلغت ٤٦٠ مليار دولار على فترة عشر سنوات. وكانت هذه الصفقات بما حوته من أرقام سبباً قوياً لتغيير لغة خطاب ترامب التى حوت عبارات مثل «ينبغى أن يتاح للمسلمين والمسلمات فرصة بناء حقبة جديدة من الازدهار لأنفسهم ولشعوبهم» وإشارته إلى المملكة السعودية بالقول «إنها موطن لأقدس المواقع لأحد أكبر الديانات فى العالم».

وفى غمار هذا المولد حصلت السعودية، إلى جانب صفقة الأسلحة الضخمة، على ما كانت تصبو إليه من تحول فى سياسة الرئيس السابق أوباما التى كانت تنحاز إلى جانب إيران من خلال الاتفاقية النووية المبرمة بين الغرب وإيران، إلى سياسة جديدة أكد عليها الرئيس ترامب تقوم على اعتبار إيران رأس الحربة فى محور الشر الداعم للإرهاب.

وقد كانت مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر بخطاب متميز طرح فيه رؤية مصر لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه. وقد أكد الرئيس على ضرورة مواجهة كل المنظمات الإرهابية دون انتقائية وبشكل كامل ومتزامن. وشدد على أن «من يدعم الإرهاب مالياً وإعلامياً شريك بالجريمة» مشيراً إلى أن المعركة ضد الإرهاب معركة فكرية. 

وفى الوقت الذى كانت فيه جولة الرئيس ترامب تمضى فى خطها المرسوم كان الداخل الأمريكى يموج بالكثير مما لا تشتهيه سفن الرئيس. فقد جرى تعيين محقق خاص للنظر فى علاقة الرئيس بروسيا، واتهامه بإفشاء أسرار فى اجتماعه الأخير مع وزير خارجية روسيا لافروف. وهذا ما ينتظر ترامب بعد انفضاض المولد وعودته من الخارج.