رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشارع الفرنسى قاب قوسين أو أدنى مما سمى فى مصر سابقاً «عصر الليمون»، وخاصة أن نتيجة الانتخابات فى الجولة جاءت على غير ما يشتهيه المواطن الفرنسى العادى. والسؤال المتردد الآن هو ما سيفعله ناخبو جان لوك ميلانشون وفرانسوا فيون في الدورة الثانية؟.. هل سيلجأ الناخبون إلى الاختيار السلبى بين المرشحين ويكون التصويت بالورقة البيضاء لرفض كلا المرشحين وإيصال رسائل سياسية عن عدم الرضا عن السياسة الفرنسية فى الفترة القادمة.

وفى الحقيقة أن مشهد 23 أبريل يشبه مشهد الانتخابات في 2002 باستثناء أن الجبهة الوطنية لم تكن يوماً أقوى وأكثر ثباتاً مما هي عليه اليوم، بينما الجبهة الجمهورية لم تكن أكثر هشاشة مما هي اليوم. وعلى الرغم من أننا أمام بلد ممزق يحتاج إلى إعادة بناء المشهد السياسي؛ مع ذلك يمكن الجزم بأن ناخبي اليسار سيدلون بأصواتهم لمرشح حركة إلى الأمام، ليس فرحاً ولا اقتناعاً به، وإنما انطلاقاً من واجبهم في التصويت ضدّ اليمين المتطرف، وخاصة أن ناخبي اليسار لا يجدون في برنامج ماكرون ما يعبر عنهم. ولكن الجميع يتمسك بالأمل من منطلق أن فرنسا هي البلد الأوروبي حيث النقابات مهما بلغ حجمها قادرة على فرض قانونها على السلطة التنفيذية سواء كانت يمينية أو يسارية.

وبالطبع إيمانويل ماكرون لن يفاجأ بهذا الواقع في حال انتخابه رئيساً وهو الذي اختبره من الداخل من خلال عجز فرانسوا هولاند على مواجهته. على الجانب الآخر يرى المتشائمون سياسياً استمرار حالة التمرد خلال ولاية الخمس سنوات من منطلق أنه كلما كان عدد الاشتراكيين أقل في الأغلبية الرئاسية، كانت احتمالات التمرد أكبر. وفى الحقيقة أن ليلة الانتخابات ستترك آثاراً لن تمحى في الحياة السياسية الفرنسية فالجميع حائر بين ممثل «حركة إلى الأمام» إيمانويل ماكرون والجبهة الوطنية مارين لوبان. والجميع فى انتظار إصدار التاريخ حكمه بين السقوط فى فخ المغامرة الاقتصادية والتصويت لماكرون، ليدق المسمار الأخير في نعش اليمين، أو التعايش مع مأساة المشروع الاقتصادي لمارين لوبان الذى به من الغباء ما يكفي لردع أي شخص من التصويت لها.

وفى الحقيقة أن الذين يصوتون لماكرون هم أصحاب شهادات عليا، ويؤمنون بالمستقبل، لأنهم يعتبرون أن الأجيال المقبلة ستعيش أحسن من الأجيال الحالية؛ هؤلاء الذين يعيشون في مدن يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة أو في المنطقة الباريسية. بينما الناخبون الذين اختاروا مارين لوبان، هم في الغالبية رجال أعمال، عمال مصانع، موظفون أو عاطلون عن العمل. لا يملكون شهادات، ويعتبرون أن الوظائف التي يزاولونها لا مستقبل لها ومصابون باليأس. ويظنون أنهم فى الغد سيصبحون في وضع أسوأ مما هم عليه اليوم، ويعيشون في مناطق ريفية أو في مدن صغيرة أو متوسطة. والطريف أنه فى حين أيد الفنانون هيلارى كلينتون فى الانتخابات الأمريكية نجد أن الفنانين الفرنسيين دعوا إلى قطع الطريق أمام الجبهة الوطنية وتزعم الحملة الداعمة من المخرجين السينمائيين ماتيو كاسوفيتس ولوك بيسون ومدير مهرجان أفينينون الشهير أوليفييه بي والحائز على جائزة نوبل للآداب جان ماري لو كليزيو وعدد من المغنين والرسامين. إلى جانب دعم رئيس مجلس إدارة مجموعة إيرباص الأوروبية توم أندرز لماكرون أمام منافسته من الجبهة الوطنية المعادية للهجرة واليورو.

وفى الوقت الذى نجد فيه ماكرون يغازل المغاربة على أمل الحصول على الأصوات من أصول عربية نجد أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تهاجم ذبح الحيوانات وفقاً للشرائع الدينية التي يمارسها المسلمون واليهود، مشددة على أن أي ذبح للحيوانات دون إفقادها الوعي مسبقاً «يجب أن يمنع» في المسالخ الفرنسية. وهو ما فعلته من قبل عام 2012. بالطبع المؤشرات فى صالح ماكرون ولكن الخوف دائماً من أصحاب الورقة البيضاء فقد يغيرون الدفة فى لحظة يأس!