رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يقول السيد البرت آل جور نائب الرئيس الامريكي الأسبق بيل كلينتون- في مؤلفه القيم- المستقبل- «من المؤكد أن الفقر المدقع يرتبط مع ارتفاع معدلات النمو السكاني- خصوصاً في البلدان التي لديها مؤسسات فاشلة وشح في المياه النظيفة» .. كلام السيد آل جور يستحق التأمل خاصة فيما يتعلق بالربط بين النمو السكاني المضطرد وفشل مؤسسات الدولة.. في مصرنا العزيزة ومن منتصف السبعينيات علي الأقل يمكن التأكيد علي أن الزيادة السكانية التي بدت مخيفة كان يمكن أن تكون إضافة لرصيد القوة الذاتية للدولة لو أن هناك نظماً حاكمة تبنت سياسات وخططاً وطنية من أجل كسب معركة المستقبل.. هذا لم يكن ممكناً دون مشاركة عامة في السلطة وتداول سلمي لها، قاعدته الكفاءات العامة لا الولاءات الفئوية. أمام حالة الفوبيا والتهويل من خطورة الانفجار السكاني- هل الدولة المصرية الآن علي وعي بحقيقة المستقبل السكاني القريب جدا والذي لا يتجاوز ما تبقي من هذا القرن.. من منظور عالمي متوسط إنجاب المرأة يصل الي 2.5 طفل أثناء سنوات الحمل والولادة- وفي إفريقيا يصل المتوسط الي 4.5 طفل لكل امرأة، وفي أربعة بلاد إفريقية يصل المتوسط إلي 6 أطفال لكل امرأة، وعلي سبيل المثال فإن بلداً مثل «مالاوي» يصل تعداد سكانها اليوم الي 15 مليون نسمة، من المتوقع ان يتضاعف عدد سكانها حتي نهاية القرن عشر مرات ليصل الي 129 مليون نسمة- وبلد مثل نيجيريا تعداد سكانها اليوم 165 مليون نسمة- من المتوقع أن يصل عدد سكانها بنهاية هذا القرن- أي عام 2100 الي 730 مليون نسمة- أي مثل عدد سكان الصين في منتصف ستينيات القرن العشرين.. داخل مؤسسة الحكم في مصر وارتباطا بها- هل هناك مراكز دراسات وبحوث تقدم لصناع القرار حقائق مشكلات المستقبل دون تزييف للوعي العام؟ في ظل اقتصاد العولمة- والكلام لألبرت آل جور في كتابه- المستقبل- هناك استعمار جديد تمارسه بعض الدول التي تعاني نقصاً في الغذاء والمياه وذلك بشراء مساحات شاسعة من الأراضي من دول افريقية عده.. الصين والهند وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية والامارات وقطر إلي جانب شركات متعددة الجنسيات تشتري مساحات هائلة من الاراضي في افريقيا لإنتاج القمح والمحاصيل الأخري لسد حاجتها الاستهلاكية، ويقول ماكامبو لوتوروبو المسئول في منظمة «أصدقاء بحيرة توركانا الكينية» إن للاستعمار الجديد أشبه بالصراع الذي كان في افريقيا في القرن التاسع عشر حينما كانت مواردنا تستباح من أجل تطوير العالم الغربي، واليوم يتم استنزاف المياه في دول حوض النيل لصالح دول من خارج افريقيا.. وطبقاً لما ورد بكتاب نائب الرئيس الأمريكي الأسبق البرت آل جور ووفقاً لتحليل أجرته مجموعة «مبادرة الموارد والحقوق» وهي تحالف دولي من منظمات غير حكومية مقره واشنطن- أن جمهورية الكونغو الديمقراطية أبرمت اتفاقات مع ملاك أجانب لتسليم 48.8 في المائة من أراضيها الزراعية، كما وقعت موزمبيق عقودا مع أجانب لتسليمهم 21% من أراضيها، أما جنوب السودان فإن ما يقرب من 25% من أراضيها- وفقاً لآل جور- قد بيعت لمستثمرين بعد استقلال الجنوب. في اثيوبيا وقعت عقود مع أجانب لتسليمهم 8.2% من الاراضي الزراعية- وحسب الجارديان- فإن الشركات الأجنبية تأتي بأعداد كبيرة وتسلب الناس الأراضي التي كانوا يزرعونها منذ سنين بعيدة.. تقرير البنك الدولي خلص إلي انه بين عامي 2008 و 2009 اشترت الدول الأجنبية والشركات 80 مليون هكتار من الأراضي في افريقيا- أي ما يقارب مساحة دولة مثل باكستان.. اين مصر وسياسات وخطط مصر 2030 و2050.. هل نفكر ونخطط وفق كثير من المتغيرات التي ستبدل وجه وقلب العالم خلال عقود قليلة قادمة؟ أين نحن من الثورة الرقمية التي خلقت للبشر قدرة جديدة علي تغيير تكوين الكائن البشري انطلاقا من التقاء الثورة الرقمية مع ثورة العلوم مما سيؤدي لظهور اشكال جديدة من الميكروبات والنباتات والحيوانات والبشر.. العالم الواعي باللحظة الكونية المعاصره يعبر الحدود القديمة باتجاه عالم جديد لا حدود لعلومه ودهشته وإبداعه.. ليتنا نملك وعياً حقيقياً لحياتنا وللحياة من حولنا.. والوعي لا يتكون إلا بموقف جديد من الحياة يحترم قيم الحرية والعدالة والاستثمار في العلم وكرامة الحياة.