عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ربما فوجئ الجميع، بمن فيهم وزير الداخلية نفسه، بأن كل الإرهابيين، تقريباً، الذين خططوا وفجروا كنيستى الإسكندرية وطنطا من محافظة قنا.. إلا أننى لم أفاجأ، وكتبت فى نفس هذا المكان أكثر من مقال حول مشكلات هذه المحافظة وكيف اختطف الفساد والمفسدين هذه المحافظة التى لم تشهد تنمية حقيقية منذ إنشاء مجمع الألمونيوم بنجع حمادى، فلجأ شبابها إلى التطرف.. وشرحت عشرات المرات وكيف حول هذا المجمع صحراء جرداء فى غرب النيل، كانت وكراً لتجار السلاح والمخدرات إلى منطقة صناعية واقتصادية، تكاد تكون منفصلة عن بقية المحافظة التى تركوها سنوات بعد سنوت تغرق فى تخلف مريع حتى أصبحت المحافظة كلها، دون هذه البقعة الحضارية، عبارة عن قنبلة موقوتة من الإرهاب.. إلى أن انفجرت فى الكنيستين.. والحقيقة انفجرت فى وجه مصر كلها!!

محافظة قنا كانت أقل المحافظات التى شاركت فى ثورة 25 يناير، ورغم ذلك كانت المحافظة الوحيدة التى خرجت فى مظاهرات ضمت عشرات الآلاف بسبب تعيين محافظ قبطى لها بعد ثورة 25 يناير. ففى 14 أبريل 2011 قامت وزارة عصام شرف بحركة تغييرات فى المحافظين، وتم تعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل. واستقبل أهل قنا هذا الخبر بالتذمر والاحتجاج، وقطع الطرق الرئيسية ووقف حركة القطارات حتى قبل حلف المحافظين اليمين الدستورية، وللأسف لم يخرج الأهالى فى مظاهرات بسبب وظيفة اللواء عماد شحاتة ميخائيل السابقة كمساعد لمدير أمن الجيزة ولا بسبب اتهامه بالمشاركة فى قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير ولكن بسبب ديانته كمسيحي!!

هذا هو الفكر الذى كان، وما زال، سائداً فى قنا عن الأقباط.. الذين عانوا، وما زالوا، من الاضطهاد والبلطجة وقلة الأدب لسنوات طويلة، فقد شهدت أكبر عملية تهجير أسر قبطية من قراها إلى خارج المحافظة (15 عائلة قبطية تم تهجيرها من قرية حجازة قبلى مركز قوص محافظة قنا عام 2006).. والكل يعلم فى قنا من أول المحافظ، ومروراً بهؤلاء الذين احتلوا مقاعد مجلسى الشعب والشورى لعشرات السنوات، حتى أصغر مواطن فى قنا، كيف يفرض البلطجية بالمحافظة على التجار الأقباط إتاوات شهرية دون أن تتخذ أية حكومة، أو أى مسئول بالداخلية ولا من واحد من هؤلاء النواب الذين ابتلت بهم المحافظة، إجراءً واحداً لمنع ذلك.. بل كان البعض من المسئولين بالداخلية فى المحافظة وكذلك النواب يستخدمون هؤلاء البلطجية لقضاء مصالحهم ولحمايتهم!!

لا بد أن نعترف بأن قنا، بعد الحادث الأخير، أصبحت وكراً للإرهابيين والفكر المتطرف، وهذا يستدعى التحرك من كل الوزارات.. اقتصاد وصناعة وثقافة.. وغيرها. لإنقاذ أهل قنا من الإرهابيين، فهذه المجموعة التى استهدف قتل المئات من الأقباط يوم عيدهم، ليس إلا نموذجاً لحجم الإرهاب فى المحافظة.. وإن هؤلاء الإرهابيين ليسوا بمفردهم، بل هناك العشرات غيرهم.. كما أن هناك عشرات المئات يتبنون فكرهم وتلك ليست مهمة وزير الداخلية.. ولكن رئيس مجلس الوزراء!!