رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قمت بزيارة محافظ الوادى الجديد ضمن وفد نادى العاصمة الثانية الثقافى برئاسة الخبير الاقتصادى عبدالفتاح رجب ومجموعة من رجال الأعمال ومجموعة من الصحفيين، من بينهم الكاتب الصحفى الكبير جلاء جاب الله، رئيس مجلس إدارة دار التحرير، بهدف الاطلاع على المقومات السياحية للمحافظة وكيفية تنميتها لتصبح مزاراً سياحياً عالمياً ويتم وضعها على الخريطة السياحية، خاصة أن المحافظة مساحتها 40٪ من مساحة مصر كلها يسكنها حوالى 300 ألف نسمة، وحقيقة فوجئت بأن المحافظة تعانى من الإهمال لدرجة أننا كنا نتساءل ماذا كان يفعل المحافظون السابقون طيلة هذه السنوات منذ أن أصدر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر قراره بأن تصبح هذه المنطقة الجرداء محافظة ضمن محافظات مصر، ومنذ أن وطأت قدماى شوارع المحافظة الرئيسية رأيناها أكواماً من التراب على الجانبين ولا توجد أى مظاهر للتجميل أو التطوير سوى أعمدة الإنارة بشارعين أو ثلاثة، ولا توجد أبراج لشبكات المحمول، حيث كانت الشبكات ضعيفة جداً ومن الصعب أن تتصل بأحد والعكس، فضلاً عن انعدام الإنترنت تماماً إلا فى أماكن معينة ولا حتى فى الفندق الذى نزلنا فيه، وحتى الفاكس ليس موجوداً بالفندق ولا يوجد بالمحافظة أى مظاهر أو أى أعمال تدل على أن أحد اهتم من قبل بهذه المنطقة، وأثناء ذهابنا لزيارة الأماكن السياحية لاحظت وجود مدينة بها 1200 فيلا ومستشفى ومدرسة جاهزة ولكنها مغلقة منذ عشرين عاماً على طريق فوسفات أبوطرطور المتجه إلى مدينة الداخلة، كما لاحظنا أيضاً وجود 50 فيلا أخرى جاهزة منذ 7 سنوات ولم تسلم للشباب، والغريب أن اسمها قرية الخير والنماء وعمارتين بهما حوالى 60 شقة جاهزة للتسليم ولكنها أيضاً لم يتم تسليمها للشباب منذ سنتين، حتى استاد كرة القدم مغلق أيضاً، مجمع التربية والتعليم الرياضى انتهت أعماله منذ 10 سنوات ولكنه مغلق أيضاً أمام التلاميذ والطلاب، وهناك ثلاث قرى على بعد 85 كيلو من الخارجة باتجاه واحة باريس تم الصرف عليها عدد من الملايين ولم تستخدم وحتى قضبان السكة الحديد مسروقة منذ عهد مبارك.

كذلك ضرب الإهمال مدينة القصر الإسلامية والتى تم بناؤها فى العصر الأيوبى على الطراز العثمانى، وهى مدينة كبيرة تجسد الحياة في العصر الأيوبى ولكنها مهملة منذ 45 سنة، وقام الأهالى بالبناء العشوائى حولها وشوهت الأثر تماماً.

محافظة الوادى الجديد 90٪ من آثارها يرجع للعصر الرومانى اليونانى والـ10٪ من العصر الفرعونى، ومن أشهر معالمها مدينة القصر ومعبد دير الحجر ومقابر المزوقة الفرعونى ومعبد هيبس الفرعونى وهو المعبد الوحيد الباقى من الأسرة 26، وكذلك معبد الغويطة، أما الصحراء البيضاء وهى الفريدة على مستوى العالم غير أنها مغلقة للدواعى الأمنية وتم حظر السفارى فيها، ورغم هذا الكم من الإهمال الذى يوجب محاكمة المسئولين السابقين عما اقترفوه فى حق هذه المحافظة، إلا أن عبدالفتاح رجب يرى أنه من السهل جداً أن تتبدل الأحوال لو أخلص المسئولون النية وتتحول هذه المحافظة إلى أكبر منطقة اقتصادية فى مصر، وقال إنه من السهل أن تكون دبى الثانية فى حالة ربطها بميناء مرسى علم مع إصلاح الطرق ورصفها، وأنه من السهل تنميتها زراعياً فى فترة وجيزة، وهو ما أكده الدكتور خالد حمزة، رئيس جامعة الفيوم، المرافق للجروب، وهنا بقى لى أن أقول إن أحواض المياه الكبريتية الموجودة فى المحافظة كفيلة بأن تجذب السياح ولكنها للأسف لا تصلح للاستخدام الآدمى.

رافقنا فى جميع جولتنا محسن عبدالمنعم من الهيئة المصرية لتنشيط السياحة وهو رجل لابد أن تكرمه الدولة لأنه فعلاً يخدم السياحة بيده، كما قابلنا أيضاً محمد أبوبكر من مكتب وزارة السياحة وخالد حسن والعقيد محيى محمد أحمد رئيس مكتب السياحة ونائبه ولم يهتم بنا أحد غير هؤلاء.. لكِ الله يا مصر.