رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

بكل الود والترحاب، استقبلت العاصمة الأمريكية الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى الزيارة التى قام بها هذا الأسبوع، وهى أول زيارة رسمية يقوم بها لواشنطن منذ توليه رئاسة مصر.

 وقدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دليلاً عملياً واضحاً على تقديره الكبير لضيفه المصرى، حين أعلن أنه يشعر بالقرب من الرئيس السيسى منذ أول لقاء بينهما قبل إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو اللقاء الذى جرى فى نيويورك فى شهر سبتمبر من العام الماضى أثناء حضور الرئيس السيسى الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة. ولا شك أن هذا اللقاء الذى كشف عن وجود كيمياء تتفاعل إيجابياً بين الزعيمين إلى جانب مبادرة الرئيس السيسى بأن يكون أول المهنئين للرئيس ترامب بالفوز برئاسة الولايات المتحدة قد وجد ترجمة أمينة فى حرارة اللقاء الذى جرى فى واشنطن وفى نجاح المحادثات الرسمية التى جرت بين الجانبين.

وبعيداً عن مشاعر الود وحرارة اللقاء ركزت محادثات الرئيسين المصرى والأمريكى، كما كان متوقعاً، على مكافحة الإرهاب، والعمل على اجتثاث جذوره، إلى جانب مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفى هذا الصدد قال الرئيس ترامب، إن مصر والولايات المتحدة ستحاربان الإرهاب معاً، وسوف تجمعهما الصداقة لفترة طويلة.

 وقد أوضح الرئيس السيسى أن ضعف الدولة الوطنية يخدم الإرهاب، ويعمل على انتشاره ومد نفوذه.

 وقال إن الحفاظ على وحدة التراب الوطنى فى كل دولة ودعم مؤسساتها الوطنية وإعلاء الحل السياسى القائم على القواسم المشتركة بين الأطياف المجتمعية المختلفة هى السبيل الوحيد للحفاظ على السلامة الإقليمية لهذه الدول وصيانة مقدرات شعوبها. 

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أوضح الرئيس السيسى أهمية التوصل لحل عادل ودائم لهذه القضية؛ نظراً إلى أن تحقيق ذلك من شأنه الإسهام فى استقرار الشرق الأوسط.

 وأكد الرئيس أهمية الدور الأمريكى فى إحياء عملية السلام والتواصل بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى.

ويبدى المراقبون العرب الكثير من التخوف من الدور الذى سيقوم به الرئيس ترامب فى القضية الفلسطينية فى ضوء تصريحاته أثناء حملته الانتخابية التى تعهد فيها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وعلى الرغم من أنه لم يتخذ خطوات عملية حتى الآن فى سبيل تحقيق هذا الوعد، فإنَّ متحدثاً باسمه أعلن مؤخراً أن الموضوع قيد الدراسة الجادة. كما أن موقفه من المستوطنات اليهودية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة يتسم بقدر كبير من التناقض والتخبط.

 ففى الوقت الذى عارض فيه قرار مجلس الأمن الداعى إلى وقف النشاط الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية، فإنه طلب من إسرائيل وقف بناء المستوطنات. طبعاً لم يعر رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو الأمر أى التفات، وواصل بناء المستوطنات، وربما شجعه على ذلك السفير الأمريكى الجديد الذى عينه دونالد ترامب مؤخراً، وهو من أشد المؤيدين لسياسة الاستيطان ولنقل السفارة إلى القدس.

وعلى أية حال كانت زيارة الرئيس السيسى لواشنطن فرصة لإيصال الصوت العربى إلى ساكن البيت الأبيض الأمريكى. تتجدد الفرصة مرة أخرى مع زيارتى العاهل الأردنى الملك عبدالله، والزعيم الفلسطينى محمود عباس للعاصمة الأمريكية، لعل فى هذه الزيارات المتعاقبة ما يفيد فى إيصال صوت الحق، بما يؤدى إلى تعديل المواقف، قادر يا كريم.

وإلى جانب القضايا العربية، تناول الرئيسان فى مباحثاتهما التعاون الاقتصادى، والتبادل التجارى بين البلدين، والدور الذى يمكن للشركات الأمريكية أن تلعبه فى المشروعات القومية الكبرى فى مصر.

ولخص الرئيس ترامب موقف بلاده حين خاطب الرئيس السيسى قائلاً: لديكم صديق وحليف فى الولايات المتحدة، ونحن نقف بقوة وراء مصر وشعبها. وقال إن الرئيس السيسى قام بالكثير من الأشياء الرائعة فى وقت صعب للغاية.