رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

نحن نستهلك التكنولوجيا  ولانخترعها .. من يخترع اللعبة يعرف قواعدها ويضع قوانينها .. في مصر اكثر من خمسة وتسعين مليون خط موبايل اي بزيادة عن عدد السكان الفعلي داخل مصر بحوالي 5% .. للأسف الشديد مع تلال المشاكل التي نعيشها وتدهسنا ليل نهار نندفع بقوة وراء الأجهزة الرقمية ونصف الشعب المصري يمشي في الشارع لاينظر أمامه وانما في شاشة تسحبه وراءها ،   والنصف الآخر في البيوت واماكن العمل  غارقون في محيط العالم الافتراضي .. ومن المؤكد ان المصريين امام غلاء الأسعار الفاحش وانهيار الجنيه المخزي اجبروا علي الاستغناء عن كثير من رغباتهم  واحتياجاتهم إلا تعلقهم بأجهزة الموبايل ..

الباحثة البريطانية الكبيرة سوزان جرينفيلد لها كتاب مهم جدا اسمه  " تغير العقل "  تجيب فيه عن سؤال مهم جدا  هل سيتغير اسلوب الحياه في العالم خلال السنوات العشر القادمة بسبب التكنولوجيا الرقميه ام لا ؟ تقول في مقدمة كتابها ( لقد صرنا منفصلين عن العالم الطبيعي مع كل جماله وتعقيده ومفاجآته المتواصله . حتى المتعصب الرقمي لايمكنه الهروب من حقيقة بسيطة وهي ان كل ساعة يمضيها امام الشاشه مهما كانت رائعة ، أو حتى نافعة هي ساعه تقضي دون الامساك بيد شخص ما أو اسنشاق نسيم البحر .. )  كلام الباحثة الانجليزية يرد علي بعض تساؤلاتنا السخيفة في مصر والتي نرددها دوما " هوه احنا اتغيرنا ليه والناس مبقتش زي زمان ، ومعدش فيه حب وتعاون وتسامح زي زمان " كل الحكاية ببساطه اننا استسلمنا لتكنولوجيا لم نخترعها ، ولأننا لم نخترعها فقد رحبنا بها وعشقناها - لكن من دون ان نعتنق ثقافة المجتمع الذي انتجها - أو حتى نختار منها مانسعد به .

الحكاية بالضبط زي قصة تكفيرنا للغرب الصليبي والدعاء عليه من ميكروفونات ومن شاشات كلها من صناعة هذا الغرب الصليبي .. نحن نكرهه ونحب ماينتج .. نعود الي أجراس الانذار الغربية التي تحذرنا ، ونحن غافلون نختبيء في كهف الذات الكسولة المخدرة .. تقول عالمة النفس الامريكية شيري تاركل " كلما ازداد تواصل الناس عبر الانترنت ازداد شعورهم بالعزلة " أما السيد إريك شميث رئيس مجلس إدارة جوجل فيقول " أعتقد أن الجلوس وقراءة كتاب هو أفضل وسيلة لتعلم شيء ما في الواقع وأخشي اننا في سبيلنا لأن نفقد ذلك " .

طرحت الباحثة الانجليزية  سوزان جرينفيلد فرضيتين علي مجموعات من الخبراء .. اول فرضيه أن جيل الألفية في العام 2020 لن يعاني أوجه قصور معرفية بارزه .الفرضية الثانية تقول " لن يتمكن جيل الالفية في العام 2020 من الاحتفاظ بالمعلومات لأنهم يقضون معظم طاقتهم في تبادل الرسائل الاجتماعية القصيرة والاستمتاع بالترفيه بما يشتت انتباههم بعيدا عن الانخراط العميق مع الناس والمعرفة وانهم يفتقرون الي ملكات التفكير العميق والمهارات الاجتماعية المباشره " النتيجه أن مجموعة الخبراء انقسمت حول الفرضيتين بالتساوي تقريبا لكن كان الملفت للنظر ان المتفائلين بجيل الألفية 2020 قالوا ان تفاؤلهم تمنيات أكثر منها يقين أما المتخوفون من سطحية واغتراب جيل الألفية 2020 فقد برهنوا علي تخوفهم بدلائل مادية  منها نتيجة بحث للأمريكي الدكتور " جو فروست " الذي يقول ( الأطفال في أمريكا صاروا أقل نشاطا بصورة متزايده من خلال التخلي عن اللعب التقليدي في الهواء الطلق والعمل والانشطة البدنية الاخري والتحول الي اللعب الافتراضي الذي يحدث من خلال الجلوس في الاماكن المغلقة او اللعب بالتكنولوجيا أو ساحات اللعب عبر الانترنت )

هذه البحوث وغيرها -  العالم المتقدم مخترع التكنولوجيا الرقمية مشغول بها أم نحن المستهلكين أهل الكهف الرقمي فراقدون تحت تراب هذا الهوس لتتآكل حياتنا من سوء استخدام هذه التكنولوجيا التي يمكن ان تصنع لنا جنه علي الارض لو تعقلنا استخدامها  ويمكن ان تحولنا الي قطعان رقمية لاقيمة لها - وهذا هو الحادث والواقع الآن .. وشكرا

[email protected]