رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

رغم أن التاريخ دائمًا وأبدًا يعيد نفسه، والتجارب خير معلم ولكن يبدو أن الحكومات بأطماعها لا تتعلم أبدًا، فالإرهاب لا يكيل بمكيالين، وعناصر الشر لا تقبل أيادى من ساعدها إلا فى بداية تكوينها، ومقولة «علمته الرماية فلما اشتد ساعده رمانى» تنطبق على ما يحدث لداعمى الإرهابيين وعلى رأسهم بريطانيا، التى أخذت على عاتقها منذ القرن الماضى دعم أكثر الجماعات نشرًا للتطرف بدعمها من البداية «حسن البنا»، وهناك العديد من الكتب والوثائق التى أعطت الدليل القاطع على ذلك، وما زالت حتى الآن هى عمود الخيمة فى هذا الكيان، وما يقال بين الحين والآخر عن تراجعها عن دعم الإخوان لا يخرج عن كونه مجرد إجراء شكلى نتيجة للضغوط الدولية بعد تمادى ظاهرة الإرهاب الدولى، وضربه بعض العواصم الأوروبية، فبريطانيا لم ولن تتخلى عن دعم الجماعة لما يربطهما بمصالح سياسية، واقتصادية، إلى جانب أنها أمدت المسلحين المتطرفين فى سوريا بالأسلحة للعمل عن قرب مع جماعات القاعدة، واستمرت الإمدادات بصورة منتظمة لتلك الجماعات المسلحة.

وما قيل عن شن الحكومة البريطانية ضربات جوية ضد داعش أثبتت الأيام أنها غير فاعلة!، ووفقًا لأدلة دامغة، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاءهم سعوا إلى دعم الإرهابيين فى سوريا وزيادة الضغط على حكومة دمشق بشن ما يسمى الضربات الجوية للائتلاف، وأعلنوا أن الهدف منها إبادة داعش، ولكنها عمليًا، قدمت كحجة؛ لتدمير البنية التحتية السورية وتعزيز حضورهم فى العراق، وبريطانيا قصفت العراق قبل مائة عام، وألقوا قنابل كيماوية عليه فى العشرينيات من القرن الماضى، وخلال تلك السنوات، كان قصف العراق جزءًا من الحملة البريطانية للسيطرة عليه والحملة الحديثة ليست استثناء.. والجميع يعلم أن السياسيين البريطانيين بارعون فى النقاشات الخيالية البرلمانية، غاضين الطرف عن جذور وأسباب فظاعات داعش، فداعش فرقة موت، إنها عصابة قتلة إرهابيين، هى ليست جيشًا وبالتأكيد ليست دولة.

وداعش لا يمكنها البقاء لأكثر من أسبوع لو توقف تدفق مئات الملايين من الدولارات ومئات الأطنان من الأسلحة، ووفقًا لتقرير برلمانى بريطانى حول العلاقات الثنائية التركية – البريطانية، فإن دعم الحكومة البريطانية المستمر لعضوية تركيا فى الاتحاد الأوروبى يوفر قاعدة موثوقة من أجل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية التركية - البريطانية، وتركيا لها دور داعم للإرهاب، والسؤال الآن: هل من أحد سمع بمجرد انتقاد أو شجب لسياسات الحكومة التركية نحو داعش من قبل مسئولين بريطانيين رفيعى المستوى، والطريف أنه عند الاستماع بين الحين والآخر إلى خطب المسئولين البريطانيين عن داعش، قد يظن المرء أنهم فرسان من العصور الوسطى بدروع ساطعة فى معركة أسطورية ضد التكفيريين وخطرهم على الأمن القومى البريطانى، ولكن هذا لا يعدو كونه ذرة رماد فى عين متابعى الحرب على الإرهاب، فلا يوجد حتى مشاركة من عناصر من المؤسسة البريطانية فى نشر أيديولوجية داعش الكريهة عبر المجتمع، وهناك أكثر من 600 سلفى تكفيرى من أصول بريطانية يقاتلون فى سوريا والعراق تحت راية داعش، وكلهم مرتبطون بشكل مباشر أو غير مباشر بواعظين سلفيين بريطانيين يقومون وبشكل حر بتعزيز ما يسمى قضايا داعش، والجميع يعلم أن الإرهابى الذى قتل جنديًا عند اقتحام البرلمان الكندى كان يتواصل مع الجوهرى على تويتر، وفى النهاية يبدو أن بريطانيا صدقت أكذوبتها الكبرى بأنها تحارب الإرهاب، رغم أنها من أقوى داعميه، وربما جاء الوقت لتذوق من طعامها الذى صنعته، وعلى نفسها جنت بريطانيا.