رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات:

بعد أن تجاوز عمرى الخمسين عاماً بقليل.. شاءت إرادة الله أن أزور مدينة الجونة بالغردقة.. يوم الاثنين الماضى.

الحقيقة انبهرت واندهشت وأدركت أن من الطبيعى أن يكون آل ساويرس أغنى ناس فى مصر.. لأنهم ببساطة.. أذكى ناس فى مصر.. وأشطر ناس فى العالم!!

بعيداً عن الدعاية لهذه العائلة.. التى لم يسبق لى التعرف على أي منهم.. تعالوا معى لتعرفوا كيف حقق هؤلاء المعجزة.. التى رواها لنا مدير المدينة.. الشاب المثقف هيثم فرحات.. أثناء رحلة قمت بها بمصاحبة شعبة المحررين البرلمانيين.. بالبرلمان المصرى!!

فعندما اشترى هؤلاء الإخوة المغامرين أرض المدينة بسعر دوﻻر واحد للمتر تقريباً.. اتهمهم الأصدقاء بالجنون.. فكيف يشترون صحراء جرداء.. لا زرع فيها وﻻ ماء.. وتبعد عن مدينة الغردقة بأكثر من 25 كيلومتراً!!

صحيح هى على البحر مباشرة.. لكن لم يكن لأحد أن يهتم بهذا المكان.. منذ أكثر من 25 سنة مضت!!

لكن هؤلاء المغامرين الثلاثة.. وأقصد بهم سميح ونجيب وثالثهم ناصف ساويرس.. وضعوا أمامهم تحدياً كبيراً.. أن يكون هذا المكان الموحش.. جنة الله على الأرض!!

نظروا إلى الشط المخصص لهم.. فوجدوه يضيق على أحلامهم الواسعة.. فقرروا توسيع هذا الشط عشرات المرات بشق بحيرات صناعية تتدفق إليها المياه مباشرة من ماء البحر.. وتجرى فيها اليخوت واللانشات.. وكأنك داخل البحر تماماً.. وبذلك أصبحت كل فيلا وفندق وشقة فى المشروع مطلة مباشرة على البحر.. مهما كان بعدها عن البحر..تسألنى إزاى أقولك بالعقل والعبقرية.. التى امتلكها المجانين الثلاثة.. مش بيقولوا بين العبقرية والجنون شعرة!!

ليس هذا فقط وإنما أقاموا أكبر ملعب جولف داخل القرية.. بالإضافة لملعب كرة قدم لنادى الجونة الشهير.. الذى يلعب بالدورى العام.. وأطاح بأحلام الأهلى والزمالك أكثر من مرة!

كما أقاموا أحدث مستشفى.. وبجواره معهد لتخريج الممرضات.. وأفرع للجامعات الأمريكية وغيرها من الجامعات.. ومدرستان لتعليم الأطفال.. بالإضافة إلى محطتى مياه وصرف صحى خاصتين بالقرية.. بالإضافة لإقامة أكبر مسجد وكنيسة.. وأيضاً سكن للعاملين!!

باختصار نقلوا النمط الأوروبى فى الحياة.. ممزوجاً بالطابع العربى والشرقى الأصيل.. مستخدمين نموذج القباب فى البناء.. والذى أعاد اكتشافه المهندس العالمى المصرى العبقرى حسن فتحى!!

ليس هذا فقط.. وإنما جعلوا من القرية مزاراً.. تدفع نقودك من أجل أن تستمتع برؤية الجونة.. من البحر والبحيرات الصناعية.. فى جولة بديعة بالمراكب.. تستغرق أكثر من ساعة!!

باختصار استطاع هؤلاء المغامرون العباقرة.. تحويل التراب إلى ذهب.. بعد أن أصبح متر الأرض الذى اشتروه من الدولة بدولار واحد.. أصبحوا يبيعونه اليوم بأربعة آلاف دولار.. تسألنى إزاى أقولك إنها العبقرية المصرية.. التى إذا ما سمح لها بالانطلاق صعدت بنا إلى عنان السماء.. أما إذا هوت على رأسها المطارق.. فستدفن فى سابع أرض!

وهؤلاء الإخوة المغامرون.. تحملوا كل طرقات المعاول على رؤوسهم وتحدوا أنفسهم.. حتى خلقوا لنا جنة الله.. فى هذه البقعة من الصحراء القاحلة!!

والآن قد يأتى لنا حمار غبى ويقول لى.. إن هذه الكلمات هى مجرد دعاية وإعلان عن مشروع خاص.. فأقول له والله ما هذا بدعاية وﻻ إعلان.. لأن آل ساويرس باعوا غالبية فيلات وشاليهات القرية.. وحتى الفنادق ملك لآخرين.. لكنى أعتبر هذه الكلمات مجرد محاولة للشد على أيدى رجال أعمال مصريين.. نجحوا وأبدعوا.. وسنعمل دائماً على إبراز نجاح المصريين.. فى كل مجالات الاستثمار.. وهذا هو المطلوب من كل مصرى.. حاكم أو محكوم!!

أرجوكم نظموا رحلات طلابية وشبابية للجونة.. ليدرك أولادنا أن بلادنا فيها أمل.. وفيها حاجات حلوة.. وأن جوعنا وفقرنا.. ما هو إلا حصاد جهل وغباوة من حكمونا.. فأدخلونا عنوة إلى جوف القبور.. فأصبحنا فى حيرة فلا نحن ميتون مع الأموات.. وﻻ أحياء كالأحياء!!