رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أرجو لا تتهمنى بعدم الوطنية أو التخاذل فى زمن نحن أحوج ما نحتاج فيه إلى الإقدام.. لا لشىء إلا لأن ما أقوله قد يبدو على غير هواك أو هو لا يغازل مشاعرك وعواطفك ويكاد أن يقترب من الحقيقة المرّة التى نحرص على أن نخفى رأسنا - كما النعام - فى الرمال كى لا نراها.

فعلى وقع ما أراه فكرت كثيراً فى المواقف المتعنتة والتى لا يمكن وصفها بأقل من ذلك لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو؟.. لماذا كل هذه العنترية والتى يبدو معها كأنه الفرس الوحيد الذى يجرى فى سباق وحاولت أن أتأملها بشىء من الهدوء ووجدت نفسى فى النهاية ألتمس له ألف عذر وعذر، إذا ما فكرت من موقعه وليس من موقعنا نحن كعرب!

الرجل لا يترك شاردة ولا واردة إلا ومارس من خلالها سياسة الصلف والغرور والعمل بكل السبل على القفز بأطماع بلاده إلى الأمام، ما الذى دعاه إلى ذلك؟.. ليس هناك سوى تفسير واحد هو قوة إسرائيل فى مواجهة ضعف خصومها العرب، ورغم أن هذا استنتاج يبدو منطقياً ويرتقى إلى مرتبة البديهية إلا أنه أوضح ما يكون فى ظل حكم نتانياهو الحالى، حيث إن إسرائيل لم تجد بيئة مواتية لها منذ قيامها أفضل من البيئة القائمة، أحياناً أسأل نفسى ما الذى يدعو نتانياهو أو إسرائيل عموماً للمرونة بشأن الحقوق الفلسطينية؟.. لا شىء.

فى زمن مضى كانت المقاومة مؤلمة لتل أبيب ومزعجة وتقض مضاجع الإسرائيليين، فيما الفلسطينيين الآن فى أضعف حالاتهم، حتى صقورهم بما فى ذلك حركة حماس، لأسباب عدة، فى حالة يرثى لها، فعل المقاومة أصبح من سياسات الماضى البعيد، أما على مستوى المساندة العربية لهم، فقد تحولت القوى المناصرة بحاجة لمن ينقذها من مأزقها.

خذ مثلاً سوريا التى كان البعض ينظر لها باعتبارها قلعة الصمود، لم تعد صامدة ولا يحزنون وإنما اخترقت بأروع سبل الاختراق إذا جاز التعبير، أما مصر فإذا قبلنا كل ما يقال عن التزامها القومى وغير ذلك إلا أنه لا يمكن إنكار أن ظروفاً عديدة خفضت كثيراً من مستوى حماسها، مناصرتها، قدرتها على تبنى القضية الفلسطينية، بل إن متغيراً رئيسياً يحدث فى سيناء الآن وهو تنامى الإرهاب قد يفرض قدراً من التنسيق إن لم يكن التعاون مع إسرائيل لمواجهته! وهو ما قد يؤدى بالتبعية إلى تبنى نمط مغاير للنمط التاريخى الذى تعاملت به القاهرة مع القضية الفلسطينية.

وإذا حزنت، في مجال الصراع مع إسرائيل فلك أن تحزن على غياب شخصية مثل القذافى – رغم سلبياته - والذى أطاحت به تبعات «الربيع العربى» وكان يوفر غطاء «صوتياً» ومساندة معنوية بمواقفه المشاكسة كان لها أثرها فى تعزيز موقف الفلسطينيين.

ليس المجال هنا للفرز فى موقف كل طرف على حدة، وإنما الإشارة إلى أن حالنا من حيازة عوامل القوة قد تراجع أو يكاد يكون اندثر وهذا هو السبب الذى يفسر لك انكسارنا واستئساد العدو، قارن ما يحدث الآن بمواقف المتشدد بيجين مثلاً وما يوصف بتنازلاته فى السلام مع مصر، عندما كان هناك قدر من القوة العربية أو.. عندما كان هناك قدر نسبى من أوراق التفاوض العربى حتى فى مواجهة الولايات المتحدة الحليف الأكبر لتل أبيب.

فى العلاقات الدولية لو أن عدوك بهذا الضعف، فقد يكون من الخيانة أن تعامله على أنه غير ذلك، على مدار التاريخ الإنسانى فإن ما حكم العلاقات بين الدول هو القوة وليس أى عامل آخر غيرها، وحتى وقت قريب كان يمكن لنا القول بأن الحق مرادف لامتلاك القوة، باختصار الصراع العربى مع إسرائيل دخل فى مرحلة تيه قد لا يخرج منها فى المدى المنظور، إذا قلت لى: بشروا ولا تنفروا.. رددت بأن هناك فارقاً كبيراً بين التبشير وخداع الذات!

[email protected]