رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

القبض على شخص منتحل صفة مندوب رئيس الجمهورية فى عزاء مفتى الجماعات الإرهابية عمر عبدالرحمن ليس مجرد رجل مختل أو غاوى شهرة ومنظرة.. ولكنه شكل من أشكال الفساد!

والفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة.. يشترى بها تدمير الدول. فإذا لم ُتدمّر الدول بالإرهاب يتم تدميرها بالفساد.. وإذا لم تكافح الدولة الفساد بنفس مستوى مكافحة الإرهاب.. فقد تخسر أكثر من خسائرها من الإرهاب!

والفساد حالة تسود المجتمعات مثلما تسيطر فكرة الإرهاب على التشكيلات والتنظيمات الدينية المتطرفة.. فقد كان تشكيل الإخوان الإرهابى ليس سوى فكرة علقت فى أقدام معظم المنتمين للجماعات الإرهابية دون استثناء، جماعة إسلامية، جهاد، قاعدة، سلفية، سلفية جهادية.. حتى امتدت إلى داعش!

والفساد يسيطر على المجتمعات ويحيلها إلى خراب.. وأن هذا المنتحل لصفة مندوب رئيس الجمهورية ليس بمفرده، ولكنه يمثل المئات من المفسدين فى القرى والنجوع، الذين ينصبون على الناس بدعوى قضاء حوائجهم.. وإذا كان دور الجهات الأمنية المسئولة عن ملفات الفساد يتوقف عند القبض على هذا المفسد أو ذاك.. فإنه من المفترض أن يأتى دور الحكومة بعد ذلك لمعرفة ما هى حوائج الناس التى تأخرت أو تقاعست عن قضائها والإسراع فى تحقيقها للناس حتى لا يلجأوا إلى المفسدين مرة أخرى.. وما من أحد يلجأ إلى المفسد برغبته ولكن لقضاء حاجة ضرورية.. ما عدا بالطبع من يريد أن يسرق الدولة فى مناقصة أو مزاد، ولكن بصفة عامة فإن السوء الإدارى، وفشل الحكومة فى توفير الخدمات اللازمة للناس، وخصوصاً فى القرى والمدن النائية، يضطرون اضطرارًا للتورط مع المفسدين لتحقيق ما فشلت فيه الحكومة من تحقيقه؟

والفساد فى الدول ينقضى بإغلاق أبواب الفساد.. بتعديل القوانين، وبتنظيم الإجراءات الإدارية فى التعامل مع الإدارات الحكومية.. ليس فقط بالإدارات الأمنية لمكافحة الفساد. والإرهاب كذلك لا ينقضى بالحملات الأمنية وبنظريات مكافحة الإرهاب.. ولكن بالقضاء على الفكر المتطرف واستبدال به فكراً وسطياً متحضراً.. وهذا لن يأتى إلا بأن تقوم الجهات المعنية، والغارقة فى وحل اللجان والروتين وتقفيل الميزانيات واستيفاء الأوراق والمستندات.. نحتاج إلى جهات اخرى تقوم بأدوار وزارة التربية والتعليم والاوقاف والأزهر والإعلام والثقافة.. نحتاج إلى حكومات تتحكم فى الإرهاب.. ولا حكومات يتحكم فيها الإرهاب!

[email protected] com