رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطرات حب

السلام هو صفة واسم من أسماء الله تبارك اسمه، فمعروف أنه ملك السلام. والسلام ليس مجرد صفة إنما هى حالة تصاحب الإنسان المؤمن بالله الذى يلقى كل همومه واتكاله عليه وهى ليست عبارة عن حاله خارجية أو ظروف خارجية يعيش فيها الإنسان إنما هى شعور قلبى داخلى يصاحب الإنسان أينما وجد وتحت أى ظرف يكون فيه الإنسان. والسلام الحقيقى ليس مرتبطا بالظروف والأحوال الخارجية إنما مرتبط بالإنسان نفسه وحالته النفسية والإيمانية فقد يتواجد الإنسان فى بيئة مليئة بالمشاكل أو الضيقات لكن لأن السلام داخله تجده فى حالة من الهدوء والطمأنينة يظهر ذلك فى تصرفاته وكلامه وملامحه. والسلام والفرح حالتان متلازمتان فالإنسان صاحب السلام هو إنسان دائما فرح القلب بشوش الوجه يشعر كل من يراه أو يتواجد معه أو يتعامل معه أنه إنسان مختلف عمن حوله، فيشعر بأن ذلك الإنسان بداخله طاقة من الفرح والسلام والهدوء لا تنتهى وتفيض على من حوله. على النقيض من ذلك الشخص القلق والمتوتر الفاقد سلامة هو إنسان دائماً فى قلق وعدم اتزان لا يشعر بالارتياح أو الفرح أو السعادة وأقل حدث أو خبر مؤلم يمكن أن يتسبب فى انزعاجه وتوتره وهو بذلك ينقل شعور التوتر والقلق إلى من حوله بعكس الإنسان الهادى الذى يشعر بالسلام بداخله يؤثر فى من حوله بالإيجاب ويستطيع أن يمتص أى طاقة غضب أو توتر أو انزعاج يمكن أن تصيب من حوله والإنجيل يصف السلام الحقيقى الذى يهبه الله للإنسان بإنه (سلام الله الذى يفوق كل عقل).

والإنسان الذى يشعر بالسلام الحقيقى هو إنسان يمتلك صفة الصبر وطول الأناة هادئ التفكير لا يتسرع فى اتخاذ قرارات قد يندم عليها بعد ذلك والإنسان الذى بداخله السلام الحقيقى هو إنسان لا يكتفى بالسلام الذى داخله إنما يحاول أن ينشره على قدر ما يستطيع فى كل مكان يعيش فيه أو يعمل فيه أو يتواجد فيه بصفة عامة ويسعى إلى المصالحة بين الناس ونزع الخصام والفرقة بينهم وإنهاء الصراعات بين البشر. والسيد المسيح كان يدعو إلى السلام قائلاً: (طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون). ليتنا نتضرع إلى الله تبارك اسمه حتى يسكب من سلامه فى قلوبنا ويهب السلام للعالم أجمع الذى أصبح الآن يموج فى حالة من الصراعات والتوتر فما أحوجنا هذه الأيام إلى السلام الذى هو هبة من الله وعمل من أعماله إذا رضى عن إنسان وهبه له وإذا اغضبه الإنسان فقد هذا السلام الذى هو نفحه من نفحات السماء.

[email protected]