رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشرت فى الأسبوع الماضى إلى أن إنقاذ ماسبيرو بل وتهيئة الظروف التى تسمح له بالانطلاق ليحتل من جديد مكانته على قمة «الإعلام العربى»، أشرت إلى أن هذا أمر ليس مستحيلاً، ولا يحتاج لأكثر من إرادة سياسية حقيقية وبدايات صحيحة.

المشكلة الحقيقية أن كل من يتصدى للحديث عن مشاكل ماسبيرو «إعلام الدولة المرئى والمسموع» اختزل مشكلات ماسبيرو فى الأزمة المالية والعمالة الزائدة، ورغم أن هذه مشكلات حقيقية، إلا أن المشكلة أكثر تعقيداً.

الكارثة الحقيقية فى الهيكل الإدارى المترهل والمعقد الذى لا يسمح لأى مؤسسة بأن تحقق أى نجاح بل لا يمكن أى مؤسسة من الحركة الطبيعية وتراكمت المشكلات وتعقدت فى ظل «قيادات عليا» بعضها كاد يدمر تماماً هذا الصرح العملاق. حدث هذا عندما بدأت حالة التخبط الكبرى التى سمحت لغير المؤهلين باحتلال مواقع القيادة العليا باتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولست هنا فى مجال الطعن فى القدرات الشخصية لهذه القيادات لكن المشكلة فى مدى هذه القيادات العليا على إدارة هذه المؤسسة الإعلامية الضخمة فقد يكون لبعض هذه القيادات باع طويل وقدرات هائلة فى مجال آخر أو حتى فى مجال يتصل بنسب إلى «الإعلام» قبل الهندسة الإذاعية أو التدريس بالجامعات.. لكن هذه القدرات ليست القدرات المؤهلة لإدارة مؤسسة إعلامية.

الإدارة عامة علم وموهبة، وإدارة مؤسسة إعلامية تحتاج لمواهب خاصة جداً بالإضافة للعلم والموهبة، وهذه القيادة العليا لمؤسسة إعلامية لا تظهر فجأة، لكنها تنمو فى بيئة العمل التنفيذى بهذه المؤسسة الإعلامية وفى مراحل نموها الطبيعى تتكشف مواهبها الإدارية والفنية لأنها تعرف سراديب وأسرار العمل التنفيذى نتيجة لممارستها هذا العمل من بداياته، وحتى لا أتطرق إلى تفاصيل كثيرة ومعقدة فإننى اقترح ما يلى:

أولاً: تشكيل لجنة لدراسة مشكلات ماسبيرو وتقديم مقترحات عملية لإنقاذ ماسبيرو وتم الانطلاق لاحتلال موقعه الطبيعى على قمة «الإعلام العربى» وتتشكل هذه اللجنة المصغرة من عدد من قيادات الإذاعة والتليفزيون الذين تولوا مناصب قيادية فى الإذاعة والتليفزيون وبشرط أن يكونوا من الممارسين الذين مارسوا العمل خلف الميكروفون «مذيعون» أو أمام كاميرا التليفزيون.

ولحسن الحظ يوجد عدد معقول من هؤلاء لايزالون والحمد لله - على قيد الحياة - ولم تزل قدرتهم على العطاء واضحة، ولا أتردد فى أن أحد بعض هذه الأسماء مثل:

1- حسن حامد «رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق».

2- درية شرف الدين «مقدمة برامج» ووزير إعلام سابقة.

3- صفاء حجازى «مقدمة برامج» ورئيس الاتحاد حالياً

5- حمدى قنديل «مقدم برامج من طراز فريد».

6- فهمى عمر «مذيع ومقدم برامج ومن الرواد المؤسسين للإذاعة ورئيس الإذاعة الأسبق.

7- بهاء طاهر «مخرج إذاعي وأحد المثقفين البارزين».

8- تقترح هذه اللجنة ضم عدد اثنين أو ثلاثة من جيل الوسط والشباب من الممارسين للمهنة «إذاعة وتليفزيون» وعدد اثنين أو ثلاثة من الأسماء التى ترى هذه اللجنة أنها قادرة على العطاء فى هذا المجال بشرط أن يكونوا من الممارسين.

ثانياً: تجتمع هذه اللجنة لتضع الخطوط العريقة لورش عمل تتناول بالتفصيل أسباب الأزمات وكيفية معالجتها والرؤية للإنقاذ السريع تم وضع أسس الانطلاق إلى آفاق التقدم.

ثالثاً: تضع هذه اللجنة قائمة بأسماء من يشارك فى ورش العمل هذه.. وتعقد اجتماعات لمناقشة التفاصيل.

رابعاً: تدعو اللجنة بعد تلقى المقترحات فى صياغتها النهائية إلى «مؤتمر عام» يحضره عدد كبير من الممارسين للمهنة فى الإذاعة والتليفزيون لمناقشة التوصيات والمقترحات التى انتهت إليها ورش العمل.

خامساً: تصدر التوصيات النهائية باسم «مؤتمر ماسبيرو» وتتبنى الجهات التنفيذية المعنية بالدولة هذه التوصيات وتصدر القرارات التى تكفل التنفيذ العمل لهذه التوصيات.

سادساً: يجب أن تتم جميع هذه الخطوات وفق برامج زمنية محددة لا تتجاوز فى مجملها منذ بدء الاجتماع الأول للجنة المصغرة وحتى صدور القرارات التنفيذية من السلطة المختصة مدة شهرين أو ثلاثة على أكثر تقدير.

هذا الاقتراح هو اجتهاد يقبل كل تعديل لا يتصادم مع الهدف النهائى وهو إنقاذ ماسبيرو.

وأتصور أن الأهمية القصوى لإنقاذ إعلام الدولة المرئى والمسموع تستحق أن نناقش أزمة ماسبيرو بهذا الأسلوب المؤسسى دون الاعتماد على مقترحات مبتسرة يلقى بها البعض ومنهم من لا تؤهله قدراته ولا معارفه للتصدى لمثل هذا الموضوع.

إذا صدقت النوايا فمشكلات ماسبيرو قابلة للحل، وعودة إعلام الدولة المرئى والمسموع إلى موقع الصدارة عربياً ليس بالأمر المستحيل.