رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

• مع ازدياد معدلات الفقر، وافتراس الغلاء للطبقة الوسطى، وإجبار نحو 40 مليونًا منها على السقوط فى دوامة محدودي الدخل، ازدادت على التوالي معدلات الجريمة بمختلف أنواعها، ليس في العاصمة فقط بل في معظم مدن وقرى مصر، وهو ما حذرت منه أحدث التقارير الأمنية، والأخرى الصادرة من مراكز البحوث الاجتماعية والجنائية، فالاحتياج للمال اللازم لسد البطن الخاوية، يدفع بالمرء شابًا او كهلًا أو حتى طفلًا للدخول لعالم الجريمة من أوسع الأبواب .

 

• أقول ذلك، بعد أن وصلتنى رسائل عدة، تشكو مما أسماه أصحابها بـ« الفوضى الأمنية» وخاصة فى المدن الجديدة مثل 6 أكتوبر وزايد والقاهرة الجديدة والقطامية، وحدائق الأهرام والعديد من الأحياء السكنية المتاخمة للظهير الصحراوي شرق وغرب القاهرة، والمناطق المؤدية إلى الطريق الدائرى، والتى يندر أن تجد بها فرد شرطة ولو برتبة رقيب بعد الساعة العاشرة مساء.. كل الشكاوى أجمعت على حقيقة واحدة، وهى ـ كما قال المهندس حاتم أبو النصر من سكان اكتوبر ـ الأمن قبل رغيف العيش، فبدون أمن لن يثق الناس فى الدولة، وسيلتزم الجميع بيوتهم خوفا على أرواحهم وممتلكاتهم .

• نعم هناك تحسن ملحوظ فى مستوى التعامل الشرطى فى بعض الأقسام وليس كلها، ونعم هناك إنجاز يتحقق على الأرض فى مكافحة العناصر الإرهابية، ولكن فى المقابل، هناك ما يمكن أن نسميه بالتراخي الأمني في ضبط الشارع المصري، وخاصة في المدن الجديدة .

• ويبدو أن رجال الأمن في تلك المدن يعتمدون على حراس أمن الكومباوندات ( التجمعات السكنية الخاصة )  وهؤلاء فى الواقع غير مدربين ولا مؤهلين للتعامل مع المجرمين لصوصًا كانوا أو بلطجية، وكل ما يعرفونه فى الشئون الأمنية تلك العصا التى لا يتجاوز طولها نصف متر، يحملونها خلال تفقدهم الليلى للأسوار ومحيطها، وبسبب هؤلاء دفع العديد من الأبرياء أرواحهم سدى، عندما ظنوا خطأ أنهم سيكونون فى أمان عندما يسكنون في تجمع سكنى خاص .

• ومن الكومباوندات إلى المناطق العادية، يا قلبي لا تحزن على الحالة الأمنية، سطو مسلح في وضح النهار، على الأفراد وعلى الوحدات السكنية، وعشرات البلاغات لا تتم متابعتها، ويتم الاكتفاء بالمحاضر، فيما ينعم المجرم بما سرق، ولا يحصد المواطن سوى الرعب والخوف .

• ومن سرقة البيوت والفيلات،إلى سرقة سيارات نقل الأموال لا يختلف الأمر كثيرًا، إلا فى نجاح الأجهزة الأمنية في ضبط معظمها وإعادة الأموال إلى أصحابها، ناهيك عن حالات السرقة بالإكراه وقطع الطريق.. وغيرها من الجرائم التي يكون دافعها الأساسي، الفقر والجوع والاحتياج الشديد للمال .

• إن الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها المجتمع المصري الآن تتطلب من أجهزة الأمن دورًا مضاعفًا، واهتمامًا أكبر بالأمن الوقائي والاجتماعي فالشارع أصبح فى احتياج شديد للتواجد الأمني على مدار الساعة، لأن ما يحدث الآن من فوضى بداخله لا يليق بأجهزة الأمن المصرية، ولا يستحقه المصريون الذين يعيشون أيامًا سوداء لم يشهدوها من قبل.      

    [email protected]