رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لأن بان كى مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كورى جنوبى، فإن ترشيحه لمنصب الرئاسة فى بلاده، يجعلنى أعتقد فى نظرية المؤامرة، ولكن بمعناها الإيجابى، لا المعنى السلبى الذى شاع ويشيع بين الناس!

والقصة من أولها أن كوريا الجنوبية لها رئيسة حالية اسمها بارك هى، وهى ليست رئيسة ناجحة وفقط للبلاد، ولكنها ابنة للرجل الذى نقل الكوريين الجنوبيين، النقلة الكبرى فى تاريخهم المعاصر، ولا يزالون ينظرون إليه هناك، كما ينظر أهل سنغافورة إلى (لى كوان يو) الذى بعث هو الآخر بلاده من عدم!

وقد جاء وقت على الرئيسة بارك هى، وجدت نفسها فيه قيد المساءلة السياسية، وكان ذلك قبل شهر من الآن، ولم تكن المساءلة فى حقها لأنها سرقت مالًا عامًا، أو لأنها أهملت فى أداء مسئوليات الحكم، أو لأنها أغمضت عينيها عن ملاحقة وقائع فساد، أو.. أو.. إلى آخر ما يمكن أن يضع امرأة مثلها تحت قبضة القانون.. لم يحدث شيء من ذلك، وإنما كل ما حدث أن لها صديقة من أيام ما قبل الرئاسة، استغلت علاقتها برئيسة البلاد، ومارست عمليات فساد على نطاق واسع، فجاءوا بها إلى التحقيق، ومن التحقيق إلى الحبس، ومنه إلى محاكمة تنتظرها!.. فما ذنب الرئيسة فى ذلك؟!

هل ذنبها أن تلك المرأة الفاسدة كانت صديقة لها إلى لحظة اكتشاف فسادها ؟!..إن هذا فى حد ذاته لا يصلح فى ظنى مسوغًا للإدانة، ولا حتى للمساءلة!

إننا لو أخذنا كل واحد بصديق له فاسد، فسوف نجد أنفسنا أمام أعداد للمتهمين مضروبة فى اثنين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو حتى فى عشرة، لأن لكل واحد فاسد أصدقاء كثيرين، ليسوا فقط غير فاسدين مثله، ولكنهم لا يعلمون شيئًا عن فساده، وبالتالى فإن كل شخص فيهم يظل غير مسئول عن فساد الصديق، اللهم إلا إذا عرف ثم سكت والتزم الصمت!

قالت الرئيسة بارك هى، عندما عرفت بفساد الصديقة، وبحجمه، إنها لا تغفر لنفسها ما جرى، وأنها لا تعرف كيف تنام إذا ما جاءها الليل.. ثم تركت القانون يأخذ مجراه!

ومع ذلك لم يغفر لها هذا كله، وسارع البرلمان بعرض أمرها على جلسة من جلساته، وبشكل أسرع قرر طرح الثقة فيها بأغلبيته، وترتب على طرح الثقة تجريدها من مسئولياتها، وإسنادها لرئيس الحكومة، إلى أن تصدق المحكمة الدستورية العليا على قرار البرلمان، وهى خطوة تالية قال عنها الخبراء إنها مؤكدة، وإن مشكلتها الوحيدة أنها كخطوة من جانب المحكمة العليا ستستغرق ستة أشهر!

عزل الرئيسة، إذن، أمر مؤكد، وهو فقط فى انتظار إضفاء الشكل عليها على يد المحكمة العليا، دون أن تجد بين يديك كمتابع للقصة من بعيد، أى شيء يدين السيدة الرئيسة، على الوجه الحقيقى!

وحين دخل موضوع ترشيح بان كى مون للرئاسة من بعدها على الخط، تساءلتُ بينى وبين نفسى عما إذا كان القصد من وراء القصة منذ بدايتها، هو إخلاء الطريق له ليصبح رئيسا لكوريا الجنوبية فى مايو المقبل، أى بعد تصديق المحكمة على قرار العزل؟!

وارد جدًا لأن سكوت الأمين العام السابق على مهازل فى أنحاء العالم، طوال عشر سنوات بائسة قضاها فى منصبه، يستحق مكافأة بهذا الوزن، وهو ما قصدته عندما بدأت هذه السطور بالكلام عن التآمر بمعناه الإيجابى.. إننى أقصد أنه إذا كان هناك رجل مثل كى مون يخطط لما بعد الأمانة العامة، أو يخطط آخرون له فى الاتجاه نفسه، فليس ذنبه، ولا ذنبهم، أن يبدو تخطيط كهذا منهم  فى صورة المؤامرة أمام الطرف الآخر!.. إن المؤامرة، كفعل، لها وجهان : واحد يراه طرف تخطيطًا مشروعًا لصالحه، ووجه آخر يراه الطرف الثانى تآمرًا عليه!

هل يُراد مكافأة بان كى مون، لأنه أفقد الأمم المتحدة لسانها ويديها، فى وقت كانت أحوج ما تكون فيه إلى أن تتكلم، وأن تفعل ؟! ربما