رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

عام آخر يتأهب للرحيل، ولكنه ليس ككل الأعوام. فعلى الصعيد الدولى، كان عاما من القلق والتحولات التى ستكون لها تأثيراتها الطويلة المدى على مجريات الأحداث المقبلة. وكان أبرز ما فيها فوز الملياردير دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى بانتخابات الرئاسة الأمريكية متفوقا على هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى التى كانت كل التوقعات المدعومة باستطلاعات الرأى ترجح فوزها كأول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة. وفى ضوء التصريحات التى صدرت عن ترامب أثناء الحملة الانتخابية، فإننا بصدد رئيس سيجرى العديد من التغييرات فى بنية السياسة الخارجية الأمريكية. فمن ناحية يميل الرئيس الأمريكى المنتخب الى التحول عن فكر العولمة الذى تبنته الولايات المتحدة، وروجت له على مستوى العالم منذ بداية الألفية الثالثة. وسوف يطبق الرئيس الجديد معيار الربح والخسارة السائد فى المعاملات التجارية على كل تعاملات أمريكا الخارجية، الأمر الذى ستكون له انعكاساته السلبية على الدور القيادى الذى تضطلع به الولايات المتحدة فى العالم، خاصة أنها تواجه منافسة قوية من كل من روسيا الاتحادية والصين. ومن الأمور المزعجة، تصريحات دونالد ترامب المتعلقة بالإسلام والمسلمين خاصة الربط بين الدين الإسلامى والإرهاب الى حد القول إنه سيمنع دخول المسلمين الولايات المتحدة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، هناك تبنٍ كامل لوجهات النظر الإسرائيلية بدءًا من نقل السفارة الأمريكية الى القدس، وانتهاء باستخدام الفيتو الأمريكى عند الطلب فى مجلس الأمن. وقد تجلى ذلك فى محاولات ترامب حث الرئيس أوباما على استخدام الفيتو لمنع صدور قرار من مجلس الأمن بوقف الاستيطان الاسرائيلى فى الضفة الغربية.

على الصعيد الأوروبى، كان العام المنصرم، عام البريكسيت والمهاجرين والإرهاب. فقد شهد العام عمليات إرهابية فى كل من فرنسا وبروكسيل وأخيرا فى ألمانيا. وقد تراوحت هذه العمليات بين إطلاق النار المعتاد وعمليات الدهم بعربات النقل، وهى الأسلوب المستحدث فى الإرهاب الدولى. ولاشك أن قضية المهاجرين التى فرضت نفسها كواحدة من أهم القضايا التى شغلت الرأى العام الأوروبى خلال العام، سوف تستمر كعنصر قلق يقض مضاجع الأوروبيين ما لم يعملوا على حل المشاكل التى تتسبب فى ظاهرة الهجرة من جذورها، وخاصة تلك المشاكل المحتدمة فى كل من العالم العربى وإفريقيا التى تمثل موردا دائماً للمهاجرين. وكان قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبى زلزالًا هز أرجاء أوروبا وترددت أصداؤه فى جميع ارجاء العالم. وتكمن خطورة هذا القرار فى أنه قد يؤذن بانفراط عقد الاتحاد الأوروبى فى المستقبل غير البعيد. وهناك تحركات تسعى الى السير على خطى بريطانيا فى إيطاليا وإسبانيا واليونان.

على المستوى العربى، شهد عام ٢٠١٦ اكتمال المأساة. فقد نقلت شاشات التليفزيون عمليات استعادة حلب السورية، أو ما تبقى منها من بين أيدى عصابات داعش. وقد صحب ذلك مشاهد النزوح الجماعى للاجئين وجلهم من الأطفال والنساء، وسوف تظل هذه الصور جاثمة على ضمائر المشاهدين. ولا تقل عنها أيضا صور الصراع الدائر فى اليمن بين أطراف عربية مسلمة. وفى زاوية من الصورة يجلس أطراف التحالف الجديد الذى يضم روسيا الاتحادية وإيران ومن؟ نعم وتركيا وهم يبحثون الخطط المستقبلية لمناطق عربية فى غيبة كاملة للعرب.

 

وللحديث بقية