ضربة البداية
أبطال وبطلات مصر أصحاب الإرادة الفولاذية «ملائكة الأرض»، العائدين من البرازيل بعد أن نجحوا فى حصد 12 ميدالية وقدموا أداء مشرفاً وكفاحاً محترماً ورفعوا راية مصر عالياً، ينتظرون لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وتقديم التكريم اللائق بهم مادياً ومعنوياً.
والأزمة الحقيقية أننا سنتكلم ونكتب وتشتعل الفضائيات باستضافة هؤلاء النجوم لعدة أيام، ثم نعود جميعاً من حيث أتينا إلى نقطة الصفر وتظل كل الوعود أو معظمها حبراً على ورق!
علينا أن نلغى من قاموسنا كلمة «معاق» وعبارة «ذوى الاحتياجات الخاصة» ونطلق عليهم «أصحاب الإرادة الفولاذية» و«المتميزون» و«أصحاب القدرات الخاصة» والأفضل «ملائكة الأرض».. وألا يكونوا على الهامش بالنسبة للمجتمع المصرى، الذى ينظر إليهم على أنهم عبء!!
عندما تنظر لإصرار أى نجم من الذين شاركوا فى الدورة البارالمبية الأخيرة ورغبتهم فى إثبات وجوده وتأكيد ذاته وإحراز ميدالية، تكتشف أن هؤلاء هم الأسوياء والأصحاء، لأن الإرادة القوية أهم مليون مرة من أن أى عاهة أو نقص جسدى، وأن الكثيرين من الأصحاء ليس لديهم القدرة على القيام من أماكنهم، بعد أن احترفوا الكسل والجلوس على المقاهى التى احتلت الأرصفة، وأغلقت الشوارع أمام الجميع، ولا حياة لمن تنادى!
حقوق «ملائكة الأرض» تحتاج للتنفيذ فى جميع المجالات ولا نكتفى بالتشدق بكلمات أننا نمتلك دستوراً يتضمن هذه الحقوق، فى الوظائف والمعاشات وأماكن الجلوس فى المواصلات العامة والشوارع وأماكن الانتظار، والنظرة العامة من الجميع بأن لهم حقوقاً واجبة من الناحية الإنسانية والأخلاقية والنفسية، ودمجهم فى المجتمع والاستفادة من هذه القدرات والطاقات الجبارة يمكن أن تدفع بالمجتمع إلى الأمام.
أدعو المسئولين فى مصر إلى تجربة جديدة وستثبت نجاحها، وهى أن يضعوا ملائكة الأرض فى المقدمة وأن يكونوا هم القاطرة التى تجر وراءها باقى عربات قطار التنمية المصرى على طريق التقدم وسيصل سريعاً إلى محطة الازدهار التى ننشدها جميعاً.
تحية لكل أبطال وبطلات مصر الذين شرفونا فى الدورة البارالمبية الأخيرة فى البرازيل وتنافسوا مع 4200 لاعب ولاعبة من 160 دولة فى 528 مسابقة تضمنتها 23 لعبة بارالمبية.
تحية للثلاثى الذهبى شريف عثمان ورندا تاج الدين ومحمد الديب، وخماسى الفضة رحاب أحمد وفاطمة عمر وعمرو محمد فاروق ومحمد أحمد ومصطفى فتح الله، والرباعى البرونزى شعبان الدسوقى وأمل محمود وأمانى إبراهيم، ومنتخب الكرة الطائرة جلوس.
كل هؤلاء يستحقون التحية وقبلهم أسرهم التى تبذل جهداً مضنياً للحفاظ على هؤلاء الأبطال، وأؤكد لهم جميعاً أن كل أسرة لديها أحد ملائكة الأرض، فقد حباها الله بنعمة من نعمه التى لا تعد ولا تحصى، وكنز لا يقدر بثمن.. و«اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»!