رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتطرق فى هذا المشهد إلى كيفية تنمية وتطوير عمليات التفكير فى مجال التعليم وإن كانت الأبحاث والدراسات الإقليمية والعالمية كثيرة ومتوفرة فى هذا الشأن، فإننى أحاول أن ألقى الضوء على بعض المحاور المهمة عن استخدام التفكير المبنية على وجهة نظرى التى أكررها دائماً وهى (أن بناء البشر يسبق بناء الحجر) فمثلما نبنى فى المشروعات القومية كالمدن والكبارى والطرق والجسور والأنفاق وغيرها وهى مشروعات تستحق التقدير والإعجاب فيجب علينا ألا ننسى (البشر).

ومن هذا المنطلق فإن كثيراً من المؤسسات التعليمية فى مصر لا تُعلم الطلاب مهارات التفكير مثل النقد والمنطق والإبداع والتفكير العلمى والعملي، كما أنها لا تعلمهم كيف يخططون لأنفسهم ويستغلون أوقاتهم الاستغلال الأمثل بل تكتفي بتلقينهم بعض المعلومات والنصائح التي ينسونها فور خروجهم من القاعات الدراسية، كما أن هذه المؤسسات لا تؤهل الطلّاب لمواجهة المستقبل الذي لا يعلمون عنه شيئاً، ولكن تكتفي بتلقينهم بعض المهارات والمعارف الجامدة التى وإن كانت مفيدة فى عالم اليوم فهى لن تكون بالضرورة مفيدة في عالم الغد.. وببساطة أستطيع القول إن التفكير فى معناه العام هو البحث عن «المعنى» سواء كان هذا المعنى موجوداً بالفعل، ونحاول العثور عليه، والكشف عنه أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهراً ونحن الذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة بالفعل.

ومن خلال قراءاتى الكثيرة عن التفكير فقد تباينت وجهات نظر العلماء والمفكرين حول الطريقة المناسبة لتعليم التفكير، فهناك اتجاهان لتعليم التفكير فأولهما يرى أن تعليم التفكير من خلال المناهج الدراسية هو الأفضل.. وثانيهما ينادى بتعليم التفكير كمنهج مستقل، كما أن بعض الممارسين يرون أنه لا يكفى أن ننشئ برامج خاصة لتعليم التفكير بل يجب أن يدخل ذلك في المناهج ككل.

ويمكن تصنيف التفكير إلى سبعة أنواع هى (التفكير العلمى - التفكير المنطقى - التفكير الناقد - التفكير الإبداعى - التفكير التوافقى - التفكير الخيالى - التفكير التسلطى) ولكل نوع من هذه الأنواع أساليب وطرق للتدريب عليها واكتسابها لممارسة الحياة العملية والمهنية، لذلك فإننى أرى أن تأخذ هيئة التدريس والإدارات فى المؤسسات التعليمية بعض الأمور فى اعتبارها أثناء التدريس وتقديم الخدمة التعليمية مثل: مراعاة طبيعة الطلاب - احترام عقل الطلاب وتجنب السخرية منهم - مراعاة الخط الفاصل بين التشجيع والمبالغة فى التشجيع - ضرورة التنسيق والتواصل بين الأسرة والمؤسسة التعليمية – عدم تحديد طريقة إنجاز المهام فى شكل واحد – تحديد وقت خاص لتنمية الإبداع - توظيف التكنولوجيا فى خدمة الإبداع - إدماج مواد تعليمية غير تقليدية فى الصف - إعادة النظر فى بنية القاعات الدراسية – تشجيع استراتيجيات المناقشة والحوار - تدوير الأفكار وتقديم الأمثلة.

كما أقترح أن تقوم كل مؤسسة تعليمية بعمل (بنك أفكار) مبنى على جمع الأفكار سنوياً من الطلاب والمعلمين والإداريين وتعيين لجنة فى كل محافظة إقليمية بجمع هذه الأفكار من كل المؤسسات التعليمية فى تلك المحافظة وتنقيحها وتصنيفها طبقاً لمجالات هذه المحافظة (الزراعة – الصناعة – التجارة – التعليم وغيرها) وتقرر هذه اللجنة أى من هذه الأفكار تصلح للتنفيذ على المدى القصير والمدى الطويل داخل المحافظة أو الإقليم.. بالإضافة إلى ما سبق فإن إيجاد طرق لدفع الطلاب ليكونوا أكثر إبداعاً يتطلب أن يتحلى مقدمو الخدمة التعليمية ببعض الإبداع وخاصة المعلم في الجزء الخاص به من العملية التعليمية، لذلك فإننى أرى أنه لا بد لنا من مراجعة طرق تدريسنا ونظرتنا للتعليم عامة من أجل تكوين جيل من الطلاب المبدعين والمؤهلين لمواجهة تحديات المستقبل.. إن شاء الله.

 

 

دكتوراه فى المناهج وطرق التدريس جامعة عين شمس

[email protected]