عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

شاهدت مؤخرا مسرحية «ليلة من ألف ليلة» فى المسرح القومى. تأليف العبقرى بيرم التونسى، والحان البديع أحمد صدقى، وبطولة المبدع يحيى الفخرانى، ومن إخراج الفنان محسن حلمى.

ولن أتحدث كثيرا عن المسرحية، فماذا يمكن القول عن مسرحية كتبها بيرم التونسى، ولحنها احمد صدقى ؟ّ!.. ولكن عن الحالة المسرحية والإنسانية التى تملأ النفس لحظة الدخول الى حديقة المسرح القومى، وهى لحظة فاصلة بين الفوضى فى كل شىء فى حياتنا وبين الجمال الذى يسكن هذا المكان منذ نشأته فى عام 1869م.

ومسرحية «ليلة من الف ليلة» لا تعيدك فقط الى الأجواء الراقية ولكن الى شخصيات مصرية مبدعة على حق.. دفعت ثمنا غاليا من حياتها وسعادتها من اجل حرية هذا الشعب، وواجهت سلاطين وملوك واحتلال وعادات وتقاليد من اجل ابداع لازال حتى الان يبهج ويسعد الشعب المصري!

كتب بيرم التونسى مسرحية «ليلة من الف ليلة» وهو منفى فى فرنسا، لأنه كان يفضح سياسات الحكومات، ولهذه المسرحية التى ما زالت باقية منذ اكثر من 150 عاما لها حكاية عجيبة.. كما قال الفنان يوسف إسماعيل مدير عام المسرح القومى، إن الممثل والمخرج المسرحى الشهير عزيز عيد، وصاحب فرقة مسرحية كان مع الممثلة والمطربة فاطمة رشدى فى فرنسا والتقيا الشاعر بيرم التونسى الذى كان مبعدا عن مصر بأمر الخديو، وكان يعمل «عتالا» فى مصنع للنبيذ، فأراد عزيز عيد مساعدته بإعطائه مبلغا من المال لإعانته فى المنفى، ولكن خوفا من ان يرفض الاعانة طلب منه عزيز كتابة مسرحية لعرضها فى مصر وأعطاه 50  جنيها، عربونا للمسرحية، ولكنه فوجئ ببيرم التونسى يرسل له نص مسرحية «ليلة من الف ليلة» التى تنتصر للشعب الذى يتسول فى الشوارع فى مواجهة فساد قصور الحكم والوزراء الفاسدين!!

أداء يحيى الفخرانى العبقرى، يأخذ المتفرج الى عوالم هؤلاء المبدعين، ببساطة وييسر وبحضور طاغ بدون أى افتعال او انفعال.. والفنان «لطفى لبيب» كعادته مبدع فى أدائه، وغناء المطرب محمد محسن وهبة مجدى.. كما النسمة الباردة فى حرارة أغسطس، وبالإضافة الى نخبة متميزة من فنانى المسرح القومى.. هذه الجوقة التى يقودها باقتدار الفنان يوسف إسماعيل مدير عام المسرح القومى.

ولأنه عادة يتم شكر نجوم المسرحية فإننى أود، فعلا، وبصدق، ان اسجل شكرى وتقديرى لكل موظفى المسرح القومى، وبالشكل الراقى الذى يستقبلون به المتفرجين يوميا، وكأنهم يستقبلون ضيوفا فى منازلهم حيث الحرص على ارتداء زي موحد انيق بالبدل والكرافتات ذات اللون الواحد، وكذلك بالابتسامة الدائمة والترحيب المتواصل بالمتفرجين.. ففى كل طرقات المسرح يستقبلك الموظفون بترحاب شديد وبكلمة «شرفتونا»!!

وقد انعكس ذلك على المتفرجين الذين التزموا بالتعليمات بإغلاق التليفونات المحمولة وبالحضور فى موعد افتتاح الستارة، وبعدم التعليقات اثناء العرض.. فكانت المسرحية حالة من الرقى الكاملة تستوجب الشكر والتقدير لكل موظفى المسرح، وفى مقدمتهم مدير المسرح الفنان يوسف إسماعيل الذى يعرف قيمة هذا المسرح وعراقته، والذى تشرف بالوقوف على خشبته عشرات المرات فى أعمال مسرحية.. ولهذا يديره بكل اقتدار، ويعمل بحب مع كل فرد من المسرح القومى فى صناعة البهجة للمصريين.

[email protected]