رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يبدو أن الوقت قد حان ليقوم الناتو والاتحاد الأوروبى، بإعادة التفكير مرة ثانية فى الاعتماد على حليفهما أردوغان لمتابعة تدمير نظام الأسد أو وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، والتساهل مع استخدام الطائرات الأمريكية لقاعدة أنجيرليك أو التسامح مع إعادة الأراضى فى الأناضول لأرمينيا، خاصة أن أردوغان المراوغ أعلنها بكل قوة قبل سفره إلى روسيا، أنه لا يمكن إيجاد حل للأزمة السورية بدون روسيا، لذلك وجب التعاون معها.

وبالتالى ربما يغير أردوغان من موقفه تجاه بشار الأسد، وهذا يعنى الدخول فى خلاف معلن مع داعش وجبهة النصرة، وكل المجموعات الإسلامية التى تقاتل النظام فى سوريا وتزويدها تركيا بالأسلحة، إلى جانب الخلاف مع السعودية وقطر اللذين يزودان بالأموال والأسلحة من يطلقون عليهم «المحاربين السنة» الذين يريدون إسقاط النظام فى دمشق وبغداد.

ويبدو أن تلك الزيارة بمثابة الاعتراف بالشكر للدور الاستخباراتى الذى لعبته كل من روسيا وإيران فى تحذير أردوغان من مؤامرة الانقلاب العسكرى، فالبعض يقول إن بوتين أرسل شخصياً رسالة لأردوغان بعد معرفته بمخطط الانقلاب من خلال ما رصده الروس فى قاعدة حميميم الجوية فى اللاذقية.. ويبدو الاتفاق واضحاً من  تجنب أردوغان وبوتين المواضيع التى من شأنها إفساد اللقاء بينهما وعلى رأسها الصراع فى سوريا، لكون روسيا تدعم الرئيس بشار الأسد فيما تدعم تركيا أعداءه، ولم يتطرقا إلى التعويضات التى تطالب روسيا تركيا بدفعها لضحايا طائرة السوخوى 24 التى أسقطها سلاح الجو التركى فى سوريا.

وبالطبع خطوة أردوغان لإعادة الدفء إلى العلاقات مع روسيا فى ظل مناخ من المشاعر المعادية للغرب، من شأنها أن تكرس ابتعاد تركيا عن حلفائها التقليديين، ومن خلال هذا نرى أن السياسة الخارجية التركية تقف عند مفترق طرق، خاصة أنه للمرة الأولى فى التاريخ الحديث بدأ النقاش الجدى حول عضوية تركيا فى الاتحاد الأوروبى، وظهر مسئولون أتراك يتكلمون عن جدوى الخطوة التركية باتجاه موسكو.. وكل ما يريده أردوغان فى الاقتراب من بوتين سيحدث بسهولة خصوصاً فى ظل تراجع الجيش التركى، الذى لديه المصلحة الأكبر فى إبقاء العلاقات مع حلف شمال الأطلنطى، التى تضررت فى أعقاب عمليات الاعتقال المستمرة منذ محاولة الانقلاب.

وبالطبع هناك صفات مشتركة بين كلا الرجلين، فكلاهما بني نوعاً من الحكم الاستبدادى والشخصانى والصفات المشتركة بينهما، يمكن أن تساعد فى تقوية العلاقات بينهما، وفى الواقع أن العلاقة السياسية بين البلدين تعتمد بشكل كبير على شخصيتى أردوغان وبوتين، إذ إن المبادرات تبدأ من عندهما، والمحللون السياسيون يرون أن بناء العلاقات مع روسيا بالنسبة لأردوغان خطوة طبيعية، ومع ذلك فهو سيكرر على مسامع الزعماء الغربيين مقولة: «إذا رفضتم مساعدتى أو احترامى لا تنسوا علاقاتى الجيدة مع بوتين».