رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نواصل مسيرة الفكر الحر فى بيان معالم وصور الأخطاء القضائية التى كانت سبباً مباشراً فى القضاء على أبرياء، وكانت من الأسباب الرئيسية للقيام بالتشريع الذى عاصر هذا الاتجاه وكانت المقدمة لإلغاء عقوبة الإعدام إذ إنه من العار أن يقتل برىء باسم العدالة، وإنما العدالة أبدية وسرمدية وهى طوق النجاة للبشر جميعاً.

ونواصل المسيرة الفكرية حتى تكتمل الصورة، وكم حكم صدر بالبراءة لأن المحامى مشهور وضليع فى فن الدفاع وكم حكم على محكوم عليه بالموت لأنه لم يجد المحامى القادر على الحجة والإقناع وتقديم الدليل بكفاءة ومقدرة، وهكذا تتفاوت الأحكام حسب نماذج المحامين.

ويقول بالمناسبة إن كبار المحامين المهرة -فى المحاكم الجنائية- قليلون أو هم فى حكم النادر، وحين يموت محام مشهور «فكأن فارسا من فرسان الميدان قد مات».

ويداعب من محبسه صديقه كبير المحامين «دافى» قائلا فى سخرية ومرارة: إن عقوبة الموت لا  توجد إلا بالنسبة للفقراء والمساكين الذين لا يملكون من الثروة ما يمكنهم من توكيل محام عبقرى ساحر مثل «دافى».

ثم لم ينس «شسمان» الحديث عن أثر الرأى العام فى توقيع العقوبة العظمى، وموقف الصحافة لإشعال النار فى «بعض» المتهمين وتأثر القضاة بذلك كله.

وليس أعظم بيانا من قولة «سقراط» أمام قضاته الذين حكموا بإعدامه: «... وإذا كان حقاً أنه إذا بلغ الراحل العالم الأعلى وألفى قضاة بمعنى الكلمة الصحيح، فما أحب إلى النفس ذلك الارتحال لو كان هذا حقاً».

وينهى خطابه، وهو يتجرع فى هدوء كأس الموت: سيذهب كل منا فى طريقه:

أنا فى طريقى لأموت...

وأنتم فى طريقكم لكى تعيشوا.. والله - وحده - أعلم أينا أهدى سبيلاً.