رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك، أعاده الله على حضراتكم وعلى مصرنا الحبيبة، وعلى أمتنا العربية والإسلامية بالخير والبركات، نتوقف لحظات نتأمل فيها بعضاً مما عايشناه فى دراما رمضان الذى فات.

كما هى العادة أغرقتنا الشاشات على اختلاف ألوانها واتجاهاتها بطوفان من الأعمال الدرامية، ما تعذر معه على أى مشاهد أن يلاحق أكثر من عُشر ما يقدم، ولم يجد المشاهدون بداً من اللجوء إلى مهارة النشان؛ لانتقاء عملين أو ثلاثة لمشاهدتها طوال الشهر الكريم، والتحسر على ما يفوت عليهم من أعمال أخرى، وانتظار الإعادات بعد انقضاء رمضان. وتستند عملية النشان إلى عدة عوامل، أبرزها مدى ثقتك فى عناصر العمل من تأليف، وتمثيل وإحراج. وفى غمار ذلك راهن كثيرون على أسماء كبار النجوم، وللأسف لم يكن كثير منهم عند حُسن الظن. وراهن آخرون على سابقة أعمال البعض، ولم يكن حظهم أفضل من سابقيهم، وقد أعاد الموسم الأخير التأكيد على أن النص أو الورق كما يقول أبناء المهنة هو عماد العمل الدرامى وعموده الأساسى، ولذا فقد أفلح كل من راهن على العمل الذى استند إلى رواية «أفراح القبة» للعالمى وإمام الروائيين العرب وعمدتهم نجيب محفوظ، وقد ازداد هذا العمل بهاءً برؤية المخرج المتميز محمد ياسين، وبأداء كوكبة النجوم والفنانين والوجوه الجديدة الصاعدة والواعدة فيه، كما برز أيضاً مسلسل «جراند أوتيل» بحبكته الدرامية والبطولة الجماعية لنجومه، والرؤية الإخراجية المتميزة لمحمد شاكر خضير الذى أضاف جواً من الانتعاش بخروج الكاميرا من البلاتوهات إلى الطبيعة الساحرة لنيل أسوان الرائع.

وقد أفسد علينا زخم المسلسلات طوفان الإعلانات التى تسابقت فى فرض سطوتها عن طريق التكرار البشع الذى ما كان له أن يحدث لولا حشر كل الإنتاج الدرامى وتابعه الإعلانى فى شهر واحد من السنة، وأن الاعتراف بأن السنة تحتوى على اثنى عشر شهراً وأنها كلها تقبل عرض مسلسلات فيها هو بداية الطريق لحل هذه المشكلة.

وتقودنا التأملات إلى الظاهرة الأخرى فى رمضان هذا العام والمتمثلة فى انفجار هذا الكم من إعلانات الأعمال الخيرية التى لقيت الكثير من الانتقادات بسبب إفراطها فى الإلحاح وفى إظهار المجتمع على نحو سلبى أثار الاستياء، كذلك عارض كثيرون استخدام أموال تبرعاتهم فى الإنفاق على هذه الإعلانات، وقالوا إنهم لا يريدون التبرع لدعم أصحاب القنوات الفضائية وأصحاب الوكالات الإعلانية.. على أى حال فإن هذا الأمر يتطلب دراسة أكثر عمقاً وشفافية فى التناول؛ لأنه يتعلق بالمال العام بل بالكثير منه.

كما تعرضت دراما هذا العام لمزاحمة ضيف ثقيل تمثل فى مباريات كرة القدم للأمم الأوروبية التى وجدتها شبكة «بى إن سبورت» القطرية فرصة لفرض قمرها الصناعى «سهيل سات» على حساب القمر الصناعى المصرى «نايل سات»، وهو ما أوضحناه فى مقال سابق من «أحوالنا»، قد كشفت هذه المباريات أن كرة القدم التى نمارسها محلياً تشبه الكرة الأوروبية، ولكنها تجرى بالحركة البطيئة، كل عام وأنتم بخير.