رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استكمالا لرؤيتى بشأن تطوير التعليم فى مصر أستعرض هنا المشهد الثانى عشر بعنوان (ثقافة الغش وهدم الأوطان) وقد بدأت امتحانات الثانوية العامة المصرية وإذ فوجئنا فى اليوم الأول بتسريب امتحان اللغة العربية وأيضا امتحان التربية الدينية قبل بدايته بساعة واحدة، وأرى أنه من العجائب ثلاثة أمور أولها تسريب الاختبارات بإجاباتها النموذجية التى يتسلمها مسئولو التصحيح فى الكنترولات وثانيها قرار السيد وزير التربية والتعليم بإلغاء اختبار التربية الدينية وتأجيله ثلاثة أسابيع ، وثالثها إحالة مسئول صفحة الفيسبوك التى تم التسريب عليها الى النيابة للتحقيق والمساءلة، وهنا أتساءل كيف تسربت الاختبارات رغم كل الدواعى الأمنية وإشراف وزارات الداخلية والدفاع على عمليات التأمين؟

والسؤال المثير للدهشة كيف تسربت نماذج الإجابات التى يتم التصحيح بناء عليها فى الكنترولات؟ والأكثر دهشة قرار الوزير بإلغاء اختبار التربية الدينية وتأجيله علماً بأنها مادة غير مضافة للمجموع مع كل الاحترام لمضمون المادة، لكن ماذا عن اختبار اللغة العربية واختبارات أخرى إذا تم تسريبها بنفس الأسلوب؟ ماذا عن مجهود الطلاب العلمى طوال عام دراسى كامل؟ ماذا عن مجهود أولياء الأمور العصبى والمالى مع أبنائهم طوال عام؟ هل سيتم عقاب ومحاسبة المتسببين؟ والسؤال الأخطر ماذا عن مستقبل البلد؟ فهل من يلتحق بكليات الهندسة والطب والتجارة والتربية والسياسة والاقتصاد وغيرها من تخصصات يستحقها؟ أم نجد كوادر غير مؤهلة من أطباء ومهندسين وسياسيين ومعلمين وغيرهم فينتج مجتمع فاشل فى مختلف المجالات.

وبناء على ما سبق أقترح فى هذا المشهد تفعيل اقتراحى بتركيب كاميرات مراقبة داخل كل مؤسسة تعليمية يقوم على شأنها مجموعة من المتخصصين فى الشئون التربوية يكون من فوائدها التحكم فى عمليات الغش والكشف عنها، كما أقترح فى هذا السياق إلغاء الاختبار الموحد على مستوى الجمهورية ولكن يتم اعداد اختبار منفصل لكل اقليم من أقاليم مصر (اقليم الصعيد – اقليم الدلتا...وهكذا) مع توحيد زمن الاختبار، كما أقترح إعداد نموذج اختبار ثان لكل مادة وطباعته بنفس أعداد النموذج الأول بحيث عند حدوث عمليات تسريب يتم تبديل الاختبار بآخر عند لحظة بدء الفترة الامتحانية، كما أرى أنه لا مانع من تعطيل خدمات الانترنت لمدة اثنتى عشرة ساعة من منتصف ليل الاختبار حتى انتهائه فى منتصف اليوم ظهراً بحيث يعلن عن ذلك ويتم التنويه عنه فى الإذاعة والتليفزيون والصحف والمجلات الورقية والإلكترونية حتى يعلم من يقضى مصالحه عبر الإنترنت فى هذه الفترة ويتداركها فى وقت سابق أو لاحق للانقطاع، وأعتقد أن كثيرًا من فئات الشعب لا يمانعون ذلك ولا سيما أن مرحلة الثانوية العامة هى مرحلة هامة فاصلة فى حياة الأشخاص فهى تحدد مصيرهم المهنى ونوعية المستقبل الذى يخدم البشر والمجتمع.

كما أننى أقترح وضع الاختبارات فى حقائب لها أرقام سرية مشفرة أو صناديق محكمة الإغلاق بالشمع الأحمر ولا يتم فتحها إلا قبل بداية الاختبار بعشر دقائق، وأخيراً حان الوقت لإنشاء (وحدة مكافحة الغش فى الامتحانات) لتكون تابعة لمجلس الوزراء وتختص بمحاربة كل انواع الغش باستخدام أحدث الأساليب التربوية والتقنية التى تناسب لغة العصر الذى نعيش فيه.

[email protected]