عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

سألتنى الإعلامية الرائعة «عايدة يوسف» على هواء برنامجها المسائى الهام «فى النور» حول أهمية الزيارة التاريخية لفضيلة شيخ الأزهر الشريف للفاتيكان، ومقابلة قداسة البابا هناك، والتى أرى أن أهم إيجابياتها تكمن فقط فى الحديث المشترك حول معاناة الناس من تبعات الفقر والجهل والمرض، وأهمية أن تعمل كل المؤسسات الدينية على التخفيف من حدة تلك المعاناة بالإضافة إلى العمل سويًا فى محاربة الإرهاب، أما حدوتة «حوار الأديان» ونكتة البحث عن المشتركات فى القيم والثقافات الإيجابية، فقد باغت المذيعة بقولى: «لقد مللنا سيدتى وأضعنا من وقتنا وأعمار فى كل الدنيا فى الحديث عن أهمية عقد الناس حلقات نقاشية ومؤتمرات لدعم الحوار بين الأديان... أى حوار، ومالها الأديان والعقائد فى حالة شعوب ينبغى معهم أعمال آليات حقوق الإنسان وفرض عقوبات دولة القانون على كل مجرم مخالف لأحكامه وكل صاحب سلطة ونفوذ مارس التمييز بين الناس على أساس الجنس أو الهوية الدينية أو جدارة النسب والوجاهة الاجتماعية أو اللون أو التوجه السياسى؟!

أى حوار بين كاهن وشيخ فى قرية « الكرم» بعد أن قرر 300 مجرم فى القرية تعرية سيدة مسنة وزفها عارية فى القرية لقاء شائعة سخيفة (وحتى إن كانت حقيقة) أن ينصبوا من أنفسهم قضاة ورجال شرطة وسلطة حاكمة وينفذوا حكمهم فى أم فاضلة لمجرد اشتباه بوجود علاقة بين ابنها وسيدة متزوجة، ويبدو أن حالة العمى والسعار الطائفى أو قل الحول قد جعلتهم يتركون المتورطة فى تلك العلاقة (وفق تلك الإشاعة) ويقصدون تلك المسكينة بجريمتهم الوقحة؟!!

جاء فى بيان المطرانية المتوازن، وفى تصريحات الأنبا مكاريوس الرجل الوطنى النبيل والمثقف الواعى بدوره الروحى والإنسانى بحق، لقد بدأت الأحداث المؤسفة فى قرية «الكرم»، بعد شائعة علاقة بين مسيحى ومسلمة، وقد تعرض المسيحى، ويدعى «فلان» للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات فى اليوم التالى، وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها 300 شخص، خرجوا فى الثامنة من مساء اليوم التالى يحملون أسلحة متنوعة، فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار فى بعضها (حيث تقدر الخسائر مبدئيا بنحو 350 ألف جنيه) كما قام المتعدين بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك فى العاشرة من مساء نفس اليوم، وقامت بالقبض على ستة»..

وأسعدنى قراءة الخبر التالى: «أصدر حزب الوفد بيانًا أدان فيه الأحداث المؤسفة التى شهدتها قرية الكرم، والتى تتنافى مع القيم الأخلاقية التى أرستها الديانات السماوية، وأدان «الوفد»، كل أشكال الطائفية البغيضة التى جسدها المعتدون بسلوكياتهم المرفوضة والتى تنافى تعاليم الإسلام والتى يدينها القانون الذى نحتكم إليه جميعًا.. ».

سيدى الرئيس، لقد قامت الدنيا بأسرها ولم تقعد عند ما تم تعرية جزء من جسد فتاة أثناء ثورة يناير، وثارت الجماهير عندما تم التحرش بسيدة فى ميدان التحرير ورأيتم سيادة الرئيس أن الأمر يتطلب اعتذار رئيس الجمهورية بالنيابة عن شعبنا إليها، فما بالنا، وسيدة «الكرم» قد تم تعريتها بشكل كامل كما تردد، وتم زفها بين أهلها وناسها دون أى وازع من نخوة رجل فى القرية يقرر أن يرفض ويقاوم ويدفع الأذى عن السيدة؟!

سامحينا سيدة «الكرم» يبدو أننا قد تصاغرنا كثيرًا!!!!

[email protected] com