رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

 

منذ سنين طويلة كانت الحكومة أو جهازها الإعلامى يبث الأحداث ويحكيها للناس من وجهة نظره فقط ويطلق الألقاب والمسميات كما يحلو له، والمختلفون عادة يطلق عليهم أعداء الشعب، أعوان الاستعمار، القلة المندسة، الجماعة المارقة، وحتى لو كانوا من النظام ذاته يتم التشهير بهم مثل جماعة 54 أو مراكز القوى.

وفى كل حدث ترفع شعارات الكثير منها يندثر ويختفى مع اختفاء الحدث ذاته، ولكن تظل بعض الشعارات التى تستخدم حتى الآن بالرغم من تغير الظروف والأحداث تتمسك بها الحكومات المتعاقبة قد تحورها أو تغير كلماتها ولكنها تظل نفس المعانى «الحرية كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب» أو «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»؟

واللافت أن المواطنين الشرفاء دائما ما ينحازون إلى الحكومة، ليس بقلوبهم أو بأقوالهم فقط ولكن وصل الأمر ببعض المواطنين الشرفاء إلى التحرش بالفعل ببعض الصحفيين المارقين أمام نقابة الصحفيين.

ومع أن الإعلام أصبح إعلامًا رسميًا وخاصًا إلا أنه فى الأحداث التى يعتبرها النظام جوهرية أو تمس هيبته أو وجوده يتحدث الجميع لغة واحدة وأفكارًا واحدة بمفردات لا تتغير كثيرًا من قناة إلى قناة، إلا بعض الأصوات الشاذة والمارقة التى تستحق ليس الحبس فى بعض الأحيان أو التجريس والتشهير الممنهج الحر والذى يمارس فى القنوات وفى مجلس النواب وعلى صفحات الجرائد.

والغريب أن أكبر فئة تمارس النقد الذاتى القاسى لأعضائها هى فئة الإعلاميين، لقد انتفضت من قبل نقابة الأطباء ونقابة المحامين ولم نر أو نشاهد هذا العدد المهول من المواطنين الشرفاء الغيورين على الوطن والمهنة من الأطباء أو المحامين؟ ولم نر مواطنين شرفاء من داخلهم حتى إننا شاهدنا فى الأيام الماضية مراجعات على الهواء من الصحفيين الشرفاء وتحقيقات ضد الصحفيين غير الشرفاء ليس مجالها التليفزيون بل هى تليق بمحاكم التفتيش فى القرون الوسطى. إن الحكومة والنظام والميديا وهم يصرون على إعادة إعلام الستينات بطرق عديدة، نسوا أو تناسوا الفضاءات المفتوحة ونسوا أو تناسوا أننا لسنا فى الستينات وأن الظروف تغيرت وأن الشباب القابع أمام الشاشات الإلكترونية ينفس عن غضبه بعنف وحدة وكوميديا سوداء ضد الكبار لأنه شباب الظلم والواقع المرير الذى ثاروا عليه وضحوا بدمائهم من أجل إصلاحه وليسوا شباب الشعارات والأحلام الكبيرة الزائفة.

إن الستينات هى حلم الحكام ففيها كانت سطوة النظام وسطوة الزعيم، وهى حلم المحكومين فى حياة يكتنفها العدل وتكافؤ الفرص، وينسون جميعًا أن الحلم انتهى بهزيمة مروعة ما زلنا ندفع ثمنها حتى الآن.

وبعد كل هذه الإخفاقات المتتالية أليس علينا حكامًا ومحكومين أن نبحث عن طريق جديد؟