رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لماذا أصبح القتل سهلاً هكذا؟.. وهل استسهال القتل أمر يخص أمناء وضباط الشرطة فقط، أم أنه أصبح فعلاً عاماً يرتكبه كثيرون؟.. وما الفرق بين أن يقتل أمين الشرطة، أو ضابط مواطناً وبين أى جريمة قتل أخرى القاتل فيها ليس من جهاز الشرطة؟.. الحقيقة المؤكدة أن جرائم القتل زادت فى السنوات الأخيرة وأن مرتكبى هذه الجريمة البشعة ينتمون لكل فئات المجتمع، بمن فى ذلك المنتسبون لجهاز الشرطة، ولكن ما يستحق التوقف أمامه أن رجل الشرطة، أياً كانت رتبته، مهمته الأولى حماية أمن المواطنين والدفاع عنهم ضد أى تهديد لحياتهم أو أموالهم، وهنا مصدر الحيرة والفزع كيف تنقلب الوظيفة من الحماية للاعتداء الذى يصل للقتل لأتفه الأسباب، مرة يقتل سائق بسبب الاختلاف على أجرة مع أمين شرطة، ومرة تسيل دماء بائع شاى فى الشارع لمجرد أنه أصر على أن يدفع أمين الشرطة ثمن ما شرب.. بغض النظر عن الأسباب هناك مشكلة كبيرة داخل جهاز الشرطة وأعتقد أنها نفسية وثقافية قبل كل شىء، لأن الشعور بالغطرسة والقوة والهيلمان والرغبة في السيطرة والاستقواء كلها أمور تدخل تحت مفهوم الشعور بالقوة المتضخمة «البارانويا» وهو الأمر الذى يحتاج لعلاج وإعادة تأهيل لكثيرين والأهم من ذلك يجعلنا نتساءل عن مناهج كلية الشرطة وهل هناك إعداد نفسى وتثقيفى لشاب التحق بكلية الشرطة، وعمره 18 سنة ودخل الكلية وهو حامل لكثير من الصور التخيلية لضابط الشرطة.. صور كثيرة فى السينما والشارع وقسم الشرطة كلها ترسخ أبعاد الشخصية وتثبتها فى عقلية وشعور أى شاب يلتحق بأحد أجهزة الشرطة ضابطاً كان أو أميناً أو حتى فرد خدمة.. أعتقد أن الإنسان الذى هو المواطن تتحدد علاقته بالدولة من خلال القانون وعندما يدرك المواطنون أن القانون غائب، وأن الدولة تسير أمورها بالعرف الموروث المعتمد على السلطة المطلقة وغياب العدالة، هنا يتجه كثيرون إلى تطبيق قوانينهم الخاصة ويستخلصون ما يتصورونه حقوقهم بالقوة.. الناس عندما يدركوا أنهم لا قيمة لهم بشراً ورأياً وصوتاً انتخابياً يستبدلون الدولة وقوانينها بدولة أخرى من صنعهم حتى لو كانت هذه الدولة هى الفوضى.. أحياناً أجد مبرر -غير مشروع نعم- ولكنه مبرر لعنف وقسوة رجل الشرطة الذى يقتل لاختلاف على أجرة عربية أو ثمن كوب شاى أن هذا الشخص قد استعمل من قبل رؤسائه مرات ومرات لقمع متظاهرين أو استخدام وسائل عنف مختلفة مع متهمين للحصول على اعترافات وبالتأكيد عندما يهم بقتل برىء قد يكون تحت تأثير الشخصية الحقيقية المستخدمة وظيفياً وأنه عاجز عن الفصل بين نفسه داخل جلباب الوظيفة ونفسه كإنسان يتعامل مع غيره من الناس.. المشكلة أكبر مما نتخيل.