رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما يحدث فى مصر الآن من تراشق يتعدى تأثير السهام بين المقتنعين بأن جزيرتي تيران وصنافير سعودية أو مصرية أراه وجها آخر للحرب بالوكالة، كرس لها الطرفان كل الأسلحة إما عن جهل، أو رغبة فى إشعال المنطقة التى تشهد أسباباً تاريخية للاحتقان السياسي والثقافي تكرّست بغياب ثقافة التعددية والتعايش داخل الدولة الواحدة، فالوجود التاريخي الطويل للاحتقان الذى أنجبته المذاهب والجماعات الدينية والعرقية، يتواجد الآن فى إحدى صوره، فلم يعد هناك تعايش لفكر الآخر؛ هذا التعايش الذي كان ممكناً في الماضي أصبح متعذّراً الآن، لأسباب بعضها متصل بطبيعة درجة كفاءة الدولة، أو برغبة البعض فى إسقاط الدولة، وبالتالي دخل كثيرون من هذا الباب، وأصبح هناك إغواء حقيقي.

 وهكذا تشتعل المنطقة بحروب وكالة كانت بذرتها الأولى المخالفة فى الرأى بدون معلومة أو سند حقيقى لتتحول إلى ثغرة لحروب الوكالة ولعسكرة حركات الاحتجاج المدني. لنصبح جميعاً حصان طروادة في حروب للآخرين متحركين بالإرادات الاستكبارية في أخطر لعبة لا ندرك مخاطرها . أن من يفعلون ذلك لا يحافظون على أرض، ولكن يمزّقون الرقعة الجغرافية والاثنية والعرقية والدينية، ويستغلّون التربة الهشّة في واقعنا الوطنى، فنحن أصبحنا أشخاصاً يحركنا العالم الافتراضى للفيس بوك، نعتقد أن حكامنا لا يملكون الأهلية السياسية، لا يوجد لديهم مراكز قياس الزلازل السياسية، وأننا بذلك نتجه بالوطن تجاه الكوارث الاجتماعية والسياسية. رغم أن الوطن يتماسك ليس بالبنى الجيوسياسية، ولكن بالبنى الإيمانية والثقة المتبادلة بين القيادة والشعب.

 وأنا أعتقد أن ما يجرى مقصود، فاليوم، نجد من يسعّر الأفكار الهدامة الداعية الى الفرقة، يشعلها تجّار الدماء والتاريخ والحاضر والمستقبل. والحل أن يكون هناك وعي، وندرك أنّه لا يوجد شيء اسمه خيانة فى عقيدة الجيش المصرى وأبطاله. فثقافة الاختلاف السلبي هي ثقافة مدمرة، يسوَّق لها كارهو الوطنية الأساسية، العاملون على جعل الأمّة متحاربة، مختلفة، متقاتلة، تُسقِط عليها كلّ مشتقات التذابح والتناحر.

 إن ما يحدث هو نوع من حرب الوكالة بأسلوب استراتيجي جديد، بإخراجات مختلفة، في منحى من مناحي التدمير الداخلي، والمشهد الحالي يبدو فيه الأمر جلياً جداً من خلال تلك الجيوش المجيشة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يشدك العالم الافتراضى إلى تدمير الدولة، فعندما نتحدّث عن صيانة الأمن القومي بالتأكيد سوف نطرح فكرة التلاقي والتكامل، فالمسألة أعقد في آلية المواجهة وتحصين الأمن المصرى من التراشق بين طرفين، كلاهما لا يملك ما يفند به رأيه.