رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

إذا التبس الأمر فى دولة ما بين العدل والظلم، وبين المُدان والبرىء، وكان من الصعوبة التفريق بين النجاح والفشل.. والصح والخطأ، واقتربت المسافة التى بين الأوهام والحقيقة والشريف والحرامى.. إلى درجة الحيرة فى معرفة الفرق بينهما.. وغير ذلك من متناقضات فى الأشخاص، والسلوكيات، والقيم.. تأكد أن هذه الدولة فى أزمة.. وأزمة كبيرة جداً!!

من يجزم أن 25 يناير.. ثورة أسقطت نظاماً فاسداً.. وليست عنواناً لفشل شعب؟!.. ومن يؤكد أن 30 يونيه.. ثورة عزلت جماعة إرهابية.. وليست ثورة مضادة على شعب؟!.. ومن يعرف مبارك المخلوع بأى تهمة يُدان.. وهل الشهداء ضحوا بحياتهم من أجل أن يجلس فى المستشفى بدلاً من قصر العروبة.. أم من أجل إزاحة رموز النظام الفاسد من السلطة إلى الجلوس فى قصورهم بالقطامية ومارينا؟!

من المسئول عن الفشل المريع فى قضية سد النهضة الإثيوبى.. الرؤساء أم الوزراء؟!.. فقد ذهب رؤساء ووزراء، وجاء رؤساء ووزراء، وظل السد يكبر ويكبر.. ونحن نصغر ونصغر، وتلعب بنا إثيوبيا مرة، وتلهو بنا السودان مرة.. ولم نعرف من المخطئ فى هذه الكارثة، ولا من نحاسب.. لأننا لم نعرف من السبب أصلاً؟!

والدولة تنفق مليارات على بناء مساكن جديدة، ولا تبنى مصانع جديدة، وتستورد بمئات الملايين ولا تستصلح أراضى زراعية، ولا تطور تعليماً ولا صحة.. كل شىء يتم تسكينه وتستيفه كما هو.. المصالح الحكومية تحولت إلى دولاب ضخم من الملفات المؤجلة، والمشاكل المتراكمة.. وأوراق، ولجان، ومحاضر، وخطط وحلول.. بينما الأسعار فى ارتفاع، والجنيه فى انخفاض.. والقمامة تملأ الشوارع!!

المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات يتهم أجهزة الدولة بالفساد.. والدولة تعفيه من منصبه.. هل لأنه تصدى للفساد أم لأن تصريحاته فاسدة.. فأين الحقيقة؟!.. ولماذا يتحول الفساد مثل الهواء نشمه ولا نراه، ولا نستطيع الإمساك به رغم أنه فى كل مكان.. ونبدو وكأننا إذا تخلصنا منه يمكن أن نختنق ولا نستطيع أن نعيش من غيره؟!

لما تولى الرئيس السيسى المسئولية.. كان مشروع قناة السويس الجديدة ملهماً للشعب كله، ومحفزاً للعمل والنهوض الحقيقى، ومُنبئاً بثورة اقتصادية كبرى ستطول كل المجالات، وأعطت أملاً بشق قناة جديدة فى الزراعة والصناعة والاستثمار والتجارة وفى التعليم والصحة.. أين ذهب هذا الإلهام.. أم استبدلناه بالأوهام.. ولماذا يبدو الشعب والحكومة والبرلمان، وكأنهم، يقفون فى وسط ميدان واسع تائهين.. ولا يعرفون فى أى طريق يذهبون؟!

[email protected] com