رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لم يكن اختيار المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لشعار «معاً نستطيع»  عنواناً لبيان الحكومة أمام البرلمان مجرد صدفة.. ولكن الرجل كان يعي ما يقول.. بصرف النظر عن  كون هذا الشعار ملكية فكرية لأوباما الذي استخدمه في حملته الانتخابية وهو الشعار الذي أعجب الكثيرين من السياسيين.. إلا أن رئيس الحكومة أراد بهذا الشعار أن يلفت الانتباه إلي طبيعة المرحلة القادمة.

وإذا كان رئيس الوزراء قد لجأ إلي الصراحة والوضوح والإعلان عن طبيعة المرحلة ومحاولته شحذ الهمم بشعار «نعم نستطيع».. فإنني أقول لرئيس الوزراء بكل صراحة أيضاً.. أبدا لن نستطيع.

هاجم بعض الإعلاميين بيان رئيس الحكومة وقالوا إنه نسخة مكررة من بيان الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق.. فوجدتني أقول  «ليته» أحمد نظيف.

عاصرت الكثير من بيانات الحكومة أمام البرلمان علي مدار أكثر من  15 عاماً بصفتي محررا لشئون مجلس الوزراء.. لم أقتنع يوماً بأي بيان لأي حكومة سوي بالبيانات التي كان يلقيها الدكتور كمال الجنزوري.. فقد كان الرجل موهوبا في إعداد تلك البيانات، واستطاع أن يجذب انتباه الشعب قبل النواب علي الرغم من الحرب الضارية التي وقعت  بينه وبين المرحوم كمال الشاذلي الذي قاد «لوبي» لعرقلة الجنزوري داخل البرلمان.

كان الجنزوري حريصاً علي أن يتضمن البيان خبرا جماهيريا يسعد بعض الفئات الكادحة.. أما الدكتور نظيف فكانت بياناته باهتة لا لون لها ولا رائحة، ولم أقتنع يوماً بأداء هذا الرجل.. ولكني أقول اليوم «ليته» ـ أي شريف اسماعيل ـ أحمد نظيف.. ففي عهده حققنا معدل نمو 6٫5٪ وكان معدلاً حقيقياً بعيداً عن الـ 4٫5٪ التي أعلنها شريف  اسماعيل وهو المعدل الذي لم يقتنع به أحد..

وفي عهد نظيف انتعشت السياحة وحققت الصادرات معدلات مرضية ولم نشهد يوماً أزمة في الدولار، وحققنا نتائج مرضية في مختلف القطاعات سواء  كانت خدمية أو اقتصادية.

أما اليوم فإننا  نقول للمهندس شريف إسماعيل.. أبداً لن نستطيع.. لن نستطيع أن نتحمل نار الأسعار  ولا هموم الدولار الذي أصبح أقوي من رئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي.. لن نستطيع أن نتحمل الإنهيار في التعليم وتخريج أجيال مشوهة تهدد مستقبل الوطن.. لن نستطيع أن نتحمل تدهور الخدمات الصحية وضياع حق المواطن في العلاج وافتراش المرضى للأرض في انتظار سرير داخل المستشفي.. أبداً لن نستطيع  أن نتحمل غول البطالة الذي يهدد المجتمع.. لن نستطيع أن نتحمل المعاناة اليومية في المواصلات وتوقف الحركة في الطرق التي لم تستوعب سيارات جديدة.

نحن في حاجة إلي مشرط جراح لاستئصال هذه الأزمات وتطبيق حلول من خارج الصندوق لا تقترب من محدودي الدخل ولا الطبقة المتوسطة.. لأننا أبداً لن نستطيع  أن نتحمل أكثر من ذلك.