رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تحل علينا ذكري ثورة 19 وتكاد تقترب من الذكري المئوية.. وغني عن الذكر ان تلك الأحداث العظام تستعد الدول التي تحترم إرادة شعبها وتحفظ تاريخها وتعرفه وتتعلم منه... تستعد لتلك المئويات قبلها بأعوام عديدة استعداداً علي مختلف الأصعدة وفي مقدمتها البحث والتنقيب والتحليل وإعادة قراءة الحدث والمقارنة والمقاربة مع ما استجد من أحداث وتغيرات... فهل استعدت أو تستعد الدولة عندنا بمؤسساتها المختلفة.

الجامعة- المراكز البحثية- دار الكتب- هيئة الوثائق والمعلومات- وزارة الثقافة- المؤسسات الصحفية القومية- ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء.

وثورة 19 هي صرخة الاحتجاج والانفجار المدوي لتراكم طويل للقهر والاستنزاف لأبناء أول حضارة ودولة مركزية في التاريخ فجاءت عاصفة أطاحت ببريطانيا العظمي المنتصرة في أكبر حرب شهدها العالم في ذلك الحين وقدمت للعالم مخزوناً إنسانياً للتلاحم الشعبي بمختلف طبقاته وطوائفه وأجياله فتقدم الطلبة والعمال والموظفون وخرجت المرأة وانصهر الهلال مع الصليب وكان «سعد» في صدارة المشهد يحمل تاريخ المصري وحضارته وخبرته العريقة يواجه أكبر امبراطورية في العالم رغم تخاذل الدول الكبري وخيانة السلطان وصغائر عشاق السلطة واتباع كل سلطان... فهل تنال ثورة أجدادنا في 1919 ما يناسب قيمة وكرامة الحدث وما قدمه الشعب المصري من شهداء وتضحيات بكل غال... لقد كانت ثورة الشعب!

< بانتهاء="" الحرب="" العالمية="" الأولي="" وما="" خلفت="" من="" ويلات="" وكوارث="" عاني="" منها="" الشعب="" المصري="" فضلاً="" عن="" تقديم="" مليون="" مصري="" في="" خدمة="" الحلفاء="" في="" مالطا="" والهند="" ذهب="" «سعد»="" وصاحباه="" للمقابلة="" الشهيرة="" مع="" المعتمد="" البريطاني...="" ثم="" كانت="" معركة="" التوكيلات="" وحركة="" «سعد»="" والوفد="" بالبرقيات="" لمؤتمر="" الصلح="" وخطاب="" «سعد»="" في="" جمعية="" التشريع="" والاقتصاد="" السياسي...="" إلي="" نفي="" «سعد»="" وأعضاء="" الوفد="" إلي="" مالطا="" وانفجار="" الثورة="" الشعبية="" المجيدة="" وخروج="" الطلبة="" والعمال="" وإضراب="" الموظفين="" ونزول="" المرأة="" المصرية...="" الإفراج="" عن="" الزعماء="" والذهاب="" لباريس="" ليعترف="" المؤتمر="" بالحماية="" البريطانية="" علي="" مصر...="" ثم="" مجيء="" لجنة="" ملنر="" ومقاطعة="" المصريين="" لها="" وتوسط="" «عدلي»="" للتفاوض="" بين="" لجنة="" ولز="" والوفد="" في="" لندن="" ثم="" رفض="" «سعد»="" والوفد="" لمشروع="" ملنر="" وانشقاق="" أعضاء="" الوفد="" المنحازين="" لـ«عدلي»...="" عودة="" «سعد»="" من="" باريس="" وخوضه="" لأكبر="" معركة="" في="" حق="" الشعب="" في="" تقرير="" مصيره="" ورفض="" مشاركة="" الوفد="" في="" وفد="" «عدلي»="" للتفاوض="" والانتهاء="" لنفي="" «سعد»="" ثانية="" وفشل="" مفاوضات="" «عدلي»...="" وصولاً="" لتصريح="" 28="" فبراير="">

< ثورة="" 19="" لها="" أوجه="" متعددة="" وكثيرة...="" الناس...="" الشعب="" دائماً="" هم="" قلب="" المشهد="" وهم="" الفاعل="" وروح="" التغيير="" والاستمرار...="" وأتناول="" في="" بعض="" اللقطات="" «سعد»="" وهو="" يخوض="" معركته="" الكبري="" في="" مواجهة="" عبيد="" السلطان...="" المتوجسين="" والمتلهفون="" والراغبون="" في="" اقتطاف="" الثمر="" دون="" جهد="" أو="" مخاطرة...="" معركة="" «سعد»="" الكبري="" دارت="" هناك="" في="" باريس="" ولندن="" حينما="" أدار="" حواره="" مع="" الانجليز="" فكان="" صدي="" الشعب="" وصوت="" الناس="" بغير="" تكلف="" وبأمانة="" وفطنة="" وخبرة="" الفلاح="" المصري="" وحضارته="" التي="" شيدها="" عبر="" آلاف="" السنين...="" «سعد»="" كان="" نبتة="" مصر="" الزاهرة="" الحاملة="" لأحلام="" وهواجس="">

1- في باريس وفي أعقاب أخذ ورد.. ذهب سير «هرست» المستشار القضائي للقاء «سعد» ودعاه للقاء ملنر ولجنته في لندن... وصرح «سعد» لـ«هرست» انه سوف ينشر خبر تلك الدعوة فوافقه... وضع «سعد» صيغة الخبر «دعت لجنة ولز الوفد بواسطة أحد أعضائها سير هرست المستشار القضائي بوزارة الخارجية البريطانية للذهاب للندن للاجتماع بها....إلخ» أطلع «سعد» «عدلي» علي الخبر فأشار «عدلي» بحذف عبارة المستشار القضائي وعلل ذلك بأن هذا الوصف قد يحدث تأثيراً في نفوس أعضاء اللجنة فينسبون للوفد أنه يحاول بوسائل صغيرة الإيهام بأن الحكومة الانجليزية لها شأن بالدعوة... فاعترض «سعد» وقال ان هذه الصفة حقيقية ولا ضرر من إثباتها وإذا كان الانجليز يتأثرون بمثل هذه الصغيرة فإن أملنا في نجاح المفاوضة يكون قليلاً... انفعل «عدلي» ورغبة في تهدئة الجو وافق الوفد علي حذف الوصف مجاملة لـ«عدلي»... انتصر «عدلي» علي «سعد» في أول خلاف وناصره أعضاء من الوفد (عبدالعزيز فهمي- محمد علي علوبة- محمد محمود- المكباتي- لطفي السيد- حافظ عفيفي).. وخذلوا رئيسهم «سعد».. جاملوه علي الباطل.. وجاء الحسم حين نشرت الجرائد الانجليزية الدعوة وذكرت ان الداعي «هرست» وذكرت وظيفته وانه عضو لجنة ملنر!... هؤلاء المذعورون من كل هاجس الراكعون المتلفتون هل سوف يدافعون عن حقوق وطنهم... هذا ما لقيه «سعد» من «عدلي» وأصحابه الذين شكلوا فيما بعد حزب «الأحرار الدستوريين».

2- يقول محمد علي علوبة، عضو «الأحرار الدستوريين»، البارز فيما بعد في تصريح لكامل سليم في باريس «الغالبية من أعضاء الوفد يرحبون بـ«عدلي» لقيام فرصة الاتصال بملنر ولجنته عسي أن تسفر المفاوضات عن خير لبلادنا و«سعد» معه اثنان واصف غالي وسينوت حنا يعارضون لقد ضقنا ذرعاً بـ«سعد» فهو يعارض ولا يتعب فمن رأيه المفاوضة مع ملنر عبث فهم يريدون وضع مصر في دائرة الحماية ونحن نريد الاستقلال والصندان لا يجتمعان... سر المتاعب كلها «سعد» فهو غير عملي وخيالي مثل أحمد عرابي... وقد أثبتت الأيام صحة وجهة نظر «سعد»... ومن المدهش أن مثل هذا الوصف لـ«سعد» قد صدر عن اللورد «اللنبي» في برقيته التي يصف فيها عودة «سعد» والاستقبال الحاشد الذي انتظرته به جموع الشعب «انني أعتقد ان «زغلول» الآن في حالة من الزهو والترفع لا يبعد عليه معها أن يهم بضربة كضربة عرابي باشا»... وهكذا اتفق المنشقون عن الوفد مع المندوب السامي للاستعمار!

3- وفي خطابه الشهير بشبرا فند «سعد» رفض الوفد أن يعين السلطان «فؤاد» مفاوضاً غير الوفد «في مصر الوزارة لا ينتخبها الشعب بل معينة من قبل عظمة السلطان وبعبارة أصح من المندوب السامي وعظمة السلطان يمثل سلطة الحماية المضروبة عليكم وسياسة مصر الخارجية بيد الدولة الحامية ورئيس الوزارة ليس إلا موظفاً لدي الحكومة الانجليزية يسقط ويرتفع بإشارة من المندوب السامي... ان مفاوضاً تعينه الحكومة المصرية لمفاوضة انجلترا يساوي جورج الخامس يفاوض جورج الخامس».... هكذا كان «سعد» صوت الشعب وسوطه اللاذع علي ظهر أعدائه ومستعمريه.

< ظل="" «سعد»="" روح="" الشعب="" وتعبيره="" الواضح="" عن="" أحلامه="" وأمانيه="" فلما="" مضي="" خرجت="" مصر="" كلها="" تبكي="" رائدها="" وقوتها="" التي="" تدفع="" عنها...="" وحدث="" أثناء="" تشييع="" جنازته="" ان="" اقترب="" أحد="" فرسان="" البوليس="" من="" الجموع="" الحاشدة="" فصدم="" غلاماً="" فطفق="" يبكي="" بصوت="" حزين="" لقد="" مات="" «سعد»="" فدوسونا="" بعده="" بخيولكم....="" هذا="" هو="" «سعد»="" الذي="" امتلك="" قوته="" وأثره="" حال="" كونه="" المعبر="" عن="" شعور="" الناس...="" ظل="" «سعد»="" ضميراً="" للشعب="" وبقي="" خالداً="" في="" ذاكرة="" الوطن...="" وخلد="" محمود="" مختار="" «سعداً»="" بتمثاليه="" الشهيرين="" بالقاهرة="" والإسكندرية...="" وأقام="" الشعب="" له="" ضريحاً="" فريداً="" في="" بنائه="" في="" قلب="" القاهرة="" فكان="" زعيم="" الشعب="" الذي="" جاد="" الشعب="" له="" تخليداً="">