رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

تصور هذا المسكين في عقله.. والغلبان في تفكيره، أنه يمكن أن يلعب بمفرده، كيفما يشاء، وكل ما يشاء، وفى أي وقت يشاء.. وتصور أنه يستطيع أن يتحرك بمفرده في أي اتجاه، وأنه أكثر من مجرد لعبة، يتم تعبئتها من الخلف يدويا، وليس بالبطارية.. فقط من أجل أن يصدر أصواتا للإزعاج لكل أصحاب الآراء.. ولكنه تخيل أن صوته رأيا، وأن صراخه وجهة نظر!!

لم يعرف، الموهوم، أن قيمته لا تزيد على قيمة «شُخْشِيخة» للإلهاء، وأن حجمه أقل مما هو نفسه ان يتخيل، وأن وظيفته الوحيدة ليس أن يكون حاضرا في الحياة السياسية.. ولكن أن يساعد في تغييب الحياة السياسية، وليس لكى يكون سياسيا مرموقا.. ولكن لكى يحط من قدر السياسيين المرموقين!!

ومنذ ثورة 25 يناير، والحالة السياسية تحولت الى ساحة «شرشحة» وطفحت على سطح الحياة شخصيات كانت لا تجرؤ الكلام في السياسة، تحولت بقدرة قادر في أجهزة كثيرة، إلى شخصيات حية في حياة سياسية ميتة.. ومن يومها جعلوا من الاقزام أكبر من العمالقة، ومن الحثالة أعظم من الزعماء، ومن الأغبياء أفضل من الأذكياء.. فانتهى كل شيء له قيمة، وتراجع كل شيء حقيقي، وأصبح الكذب مثل الصدق، والحقيقة مثل الزيف.. وتحولت فجأة الكلاب الي أسود!!

إن الواقع السياسي أصبح مؤلما، ومشوها، ولا ينبئ بأي مستقبل.. وكل ذلك بسبب اللعب والتلاعب في الحياة السياسية، والمؤامرات، والدسائس، والخيانات.. وكلها حصيلة 30 سنة من الفساد، ورغم انه كان من المفترض ان تمحو ثورة 25 يناير، كل ما كان يجرى بين المفسدين من مصالح، وصفقات، وعمولات.. تحولت الحالة الي شتائم، وسقالات، واتهامات في الاعراض.. وقذف وسب من كل نوع وشكل وحجم!!

فهل من المعقول ان يتحول صراعنا مع المفسدين، ومع الاستبداد السياسي، ومحاولات التوريث، والاستحواذ على مقدرات الشعب، والاستيلاء على أراضي الدولة، والسمسرة في كل كبيرة وصغيرة في هذا البلد.. الى صراع قليل الادب، وإلى انشغال مؤسسات الدولة السيادية مثل الداخلية وغيرها بقضايا الدعارة، والشواذ، وان يكون كل شغلها الشاغل تصالح الشرطة مع الشعب، وانهاء القضايا التي بين الداخلية والمواطنين، وليس بين المواطنين والمواطنين!!

 هذه دولة ليست في حالة بناء.. ولكنها تحولت الى معول كبير للهدم، وهذه دولة لا تتقدم نحو المستقبل.. ولكنها ترجع بكل قوة الى الخلف، وهذه دولة تبدو صاعدة الي القمة.. وهى للأسف تتدحرج بسرعة الى القاع!!

وهذا الشعب لا يحتاج الى قائد، ولا يحتاج الى ملهم.. ولو عاد عبد الناصر فلا مكان له، ولو جاء السادات لن ينفع احد.. فهذه الدولة مؤسسة تعم فيها الفوضى وتحتاج الى مدير يعرف فنون الإدارة، وليس فنون الحرب، وتحتاج الى مدرس يصلح التعليم، وطبيب يشخص المرض، وعامل يصنع وفلاح يزرع و و و.. الحقيقة أن هذه الدولة تحتاج الى شعب وليس «شخاشيخ»!!

[email protected]